نظم فنانون تشكيليون من السعودية وسورية أخيراً معرضاً فنياً في مدينة اللاذقية السورية، ضم أعمالاً فنية للسعوديين مؤيد منيف وحسن مداوي وهند العبيدان، إضافة إلى أعمال الفنانَين السوريين عبود سلمان وأيسل غانم.وأوضح منظم ملتقى"أغاريت"التشكيلي الأول عبود سلمان أن إقامته في السعودية ساعدت في تكوين علاقات مع فنانين سعوديين، مشيراً إلى أن إقامة معارض فنية مشتركة بين فنانين سعوديين وسوريين ستزيد من تعارف الفنانين بحضارة وتاريخ البلدين.وقال إن الملتقى يعتبر تجربة أولى،"ونعمل على تنظيم ملتقى ثانٍ بالمسمى نفسه، وبحضور أكبر للتشكيليين العرب". وأشار الناقد التشكيلي الدكتور عبدالحكيم الحسيني إلى أن الفنان مؤيد منيف استخدم في لوحاته تقنيات وخامات مختلفة،"تجسدت في منمنمات زخرفية في فضاء تجريدي واسع".وعن أعمال الفنان حسن مداوي قال الحسيني إن مداوي قدم أعمالاً قريبة من الواقعية، ولكنها"تحمل شيئاً من خصوصيته، وهذا أعطى بهجة أكثر". وقال إن التقاطعات المتضادة بين الأبيض والأسود في أعمال الفنانة هند العبيدان، تداخلت في مخيلة المشاهدين،"بانتماء تلك الفنانة وعالمها الخاص". وتحدث المنيف للجمهور عن أعماله الفنية، وقال:"أنا من منطقة الجوف التي اشتهرت نساؤها البدويات بإتقان حرفة السدو، وهي غزل ونسج الصوف بشكل زخرفي، وهذه المنطقة كثيراً ما تمثل الفن التشكيلي في السعودية في الملتقيات الخارجية عبر هذا الفن الفطري المشغول بأيدي نساء هذه المنطقة". أما الفنان حسن مداوي فحمل رسالته من منطقته الجنوبية، في لوحات تصويرية فيها الكثير من الرومانسية، وقال:"أعرض هنا أعمالاً رسمتها في السنوات الخمس الماضية، وهذا الأسلوب لدي لم يتغير، في حين أن الفروق اللونية الموجودة بين لوحة وأخرى هي فروق ترجع إلى اللحظة التي كنت أرسم فيها، وظروف هذه الأعمال". وأضاف:"هي مشاهد من طبيعة بلادي، فأنا شغوف بالنمط المشهدي عندنا، بما فيه من بيوت قديمة، وما حولها من طبيعة وطقس هناك". من جانبه، قال الفنان عبود سلمان إنه استلهم أعماله من مدينته"الميادين"، وهي"منطقة تملأ أرجاءها الأساطير والحضارات والقصص والحكايات". وأضاف:"تعج لوحاتي بالحكايات، من خلال"الموتيفة"والرمز، لذلك كثيراً ما تنثرني المفردات الموجودة في ثوب أمي، وفي وشمها، فلا أضبط إيقاع هذه المسألة أبداً عندما أبدأ الرسم".يذكر أن"أوغاريت"مدينة أثرية قديمة قريبة من مدينة اللاذقية السورية، سكنها الكنعانيون قبل نحو 75000 سنة قبل الميلاد، ويعني اسمها رقعة من الأرض أو الحقل.