ترجّل الأمير سلطان عن قيادته للمنظومة الرياضية وسلم المهمة لابن فقيد الرياضة العربية الأمير فيصل بن فهد، «وهذا الشبل إن شاء الله من ذاك الأسد». غادر الأمير سلطان وفي جعبته الكثير من الهموم والطموحات والأوراق التي قد يحرقها وقد يحتفظ بها إلى حين، ويبقى حقه علينا الوفاء كما هي سريرته نقية، وكما عرفناه ودوداً لا يعرف الحقد ولا الضغينة، لعلنا نتذكّر مواقفه الجميلة، نتذكر حرصه على لمّ الشمل العربي ومد يد الإخاء في علاقاته وتعامله مع الآخرين وآخرها قبل ايام، وهو يحرص على عودة الوفاق بين الشيخ احمد وابن همام، سنودعه بالدعاء ونستقبل القيادة الجديدة بدفء المشاعر وصدق النوايا. في زحمة الأحداث المتلاحقة هذه الأيام نقف عند المثل الشعبي الذي يقول إذا «طاح الجمل كثرت السكاكين»، أما هذه المرة وبعد طيحة منتخبنا الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الآسيوية لم تكثر السكاكين الصحافية والفضائية وحدها، بل كثرت السواطير التي ضربت في كل الاتجاهات بعشوائية وحنق وغيظ، ووصلت الضربات للعظم، والله يستر من نتاج هذه الضربات المنفلتة. الأجواء كانت محمومة والآراء كانت متشنّجة في كل الأطروحات الفضائية والصحافية منذ سقوط منتخبنا الوطني في النهائيات الآسيوية الحالية، وهذا كان متوقعاً من وسطنا الإعلامي والرياضي أسوة بما يحدث في دول العالم كله، لكن سكاكين النقد وصلت مداها، وتحول الطرح للتشكيك وقصف النوايا، بل تحولت السكاكين الحادة إلى سواطير تضرب في العظم خصوصاً من سامي الجابر وعبدالعزيز الدغيثر ومحمد البكيري ونواف التمياط وبقية ضيوف المساء. الهدوء قد يقودنا لمرحلة تجديد الأجهزة الفنية والإدارية، ونكرر الإدارية يجب أن ترحل، فقد ثبت أن تعاطي المصيبيح ومجموعته للعمل بدائي للغاية، ووصل الجفاء بين المصيبيح والإعلام السعودي إلى درجة لا تطاق ولا تحتمل، ولذا فخطوة التصحيح تبدأ بالتفكير في جهاز إداري متطور يجيد اللغة الإنكليزية ولغة الكومبيوتر لأنه لا يعقل وفي هذا الزمن أن يكون الجهاز الفني والإداري للمنتخب السعودي لا يجيد اللغة الإنكليزية، ومن المهم أن يكون الجهاز الفني القادم بمواصفات عالمية وبصلاحيات مطلقة من دون لجان تطوير ومن دون حاشية محلية. في كل دول العالم أي هزة عنيفة كما حصل لمنتخبنا يبادر الجهازان الفني والإداري بالاستقالة الجماعية وترك الفرصة للقيادة الرياضية لمعالجة الوضع من دون تركة بقايا الماضي، وكنا نتوقع هذه الشجاعة من المصيبيح والجوهر وبقية المنظومة الفنية والإدارية، والأجمل لهم المبادرة بالاستقالة لحفظ ماء الوجه قبل الإقالة، فبين العبارتين أو القرارين فرق كبير وكبير جداً، ليتهم يستوعبونه. الهدوء يجب أن يكون لغة التعامل والعلاج المستقبلي، فالشق أكبر من الرقعة، ولا نحتاج إلى مسكنات، بل نحتاج إلى خطوات تنظيمية دقيقة تشمل الأجهزة الفنية والإدارية، وتشمل كل من ضلل القيادة الرياضية، ونافق من أجل تحقيق مكاسب شخصية على حساب الأمانة الملقاة على عاتقه، وعلى حساب وطن يعلو ولا يُعلا عليه. [email protected]