غادر المدير الفني للمنتخب السعودي السيد أنغوس مع معاونيه، وتسلم القيادة الفنية للمنتخب المدرب الوطني ناصر الجوهر، وكانت كل المؤشرات تشير إلى قرب رحيل البرازيلي أنغوس، خصوصاً بعد إعلانه محدودية ثقته ببلوغ نهائيات المونديال المقبل 2010 في جنوب أفريقيا، وهذا السبب وحده يكفي لصدور قرار الإعفاء، فمدرب يعلن إفلاسه وعدم ثقته بعمله يجب أن يرحل. بل إن القرار تأخر من أجل منح المدرب البرازيلي مزيداً من الوقت لتلافي أخطائه، إذ قدم لنا توليفة شابة رائعة في نهائيات كأس أمم آسيا الصيف الماضي، وسعدنا بتلك التوليفة التي قدمت أداء رفيعاً، وخسرت اللقب بقرار الاتحاد الآسيوي الخفي، تعاطفاً مع العراقيين وظروفهم على حسابنا، ولكن أنغوس انحدر الفكر والعمل لديه ليقدم لنا منتخباً باهتاً في الدورة العربية في القاهرة، ثم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ووضح إن أنغوس يصعد بالمنتخب إلى الهاوية، فجاء القرار من فوق وفي الوقت المناسب. القيادة الفنية للمنتخب في يد المدرب القدير ناصر الجوهر وهو رجل الجولتين المقبلتين المتبقيتين من منافسات مجموعتنا، ولا خيار أمام اتحاد القدم غير ذلك، فجميع المدربين المميزين مرتبطون بعقود حالياً، ويخوضون مباريات مهمة في كل القارات، فمدربو أوروبا المميزون مرتبطون بنهائيات كأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً، وحتى بعد فراغهم من البطولة، ففرصة حضورهم للمنطقة العربية ضئيلة، لأن رواتبهم في أوروبا مرتفعة، وظروف ومناخ العمل هناك مناسبة لهم، أما مدربو المنتخبات الأفريقية، فلديهم حالياً صراع التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، وقد يسقط احدهم ممن يناسبنا في منتصف الطريق، وهذه أمور مبنية على ما تخبئه الأيام، ويبقى أمامنا المدربون الذين يعملون في القارة الآسيوية، وهم مرتبطون أيضاً مع المنتخبات التي يقودونها حالياً في التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل، وسيتضح الموقف نهاية الشهر الجاري، ومن هذه المحاور نجد أن استمرار الجوهر إلى آخر مباراة أمام أوزبكستان في 22 من الشهر الجاري مناسب ومنطقي ومن ثم النظر في وضع الجهاز الفني للمنتخب بالبحث عن قيادة فنية، فالجوهر إذا استمر فهو مدرب متمكن من أدواته التدريبية، وإن أتى جهاز أجنبي فهذا لا يقلل من تقديرنا للجوهر أبداً، ومع هذا فإن وصول الأمير سلطان بن فهد للخلل، وإعلانه ذلك بنفسه في مناسبتين قبل إلغاء عقد أنغوس، يؤكدان أن هناك مجاملة من بعض العاملين معه على حساب"الأخضر". [email protected]