أكد الدكتور عبدالله الربيعة أن العمل الجماعي البعيد عن المركزية مع وجود نظام مراقبة صارم كفيل بتحقيق النجاح الإداري في القطاعات الصحية، مشدداً على أن فن الإدارة في الواقع هو موهبة مع وجود الرغبة والتدريب. واستبعد الربيعة صحة مقولة:"الطبيب الناجح هو إداري ناجح"، وقال:"لا توجد علاقة بينهما نهائياًً، وبالتالي نجاح الإدارة له مقومات غير المؤهلات الأكاديمية أو الدراسة"، مؤكداً في هذا الجانب أهمية العمل كمجموعة لنجاح المؤسسة. بهذه الكلمات التي حمل عرّاب"فصل التوائم السيامية"مسؤوليتها يوم نطق بها عبر منتدى القيادات الصحية العام الماضي، وضع أسس إدارية بسيطة تتواءم مع نداءات متكرر بالفصل بين الطب والإدارة في وزارة الصحة. فهل كان يعلم الوزير الجديد أنه سيكون في مواجهة مباشرة مع تلك الكلمات اليوم وسيوضع أمام اختبار التطبيق الصعب؟ وهل سينجح الطبيب السعودي العالمي في عملية الفصل بين الطبيب عن الإداري، نجاحه في عملياته الجراحية المعقدة؟ هذا العام سيكون مفصلياً في تاريخ الربيعة"النجم"، وكذلك في تاريخ وزارة الصحة المنحوسة. فإما أن يبقى النجم لامعاً أو يتلاشى في أحسن الأحوال، فكرسي الوزارة يضع ممتطيه في مواجهة مباشرة مع الناس، ويعري الوجوه والأفعال، ومن يقابل المواطن يجب أن يخدمه بعناية، وإلا سينال سخطه. فالمواطن سيبقى فخوراً بنجومية الربيعة وإنجازاته العالمية حتى يكون مصير صحته في يديه، وعندها لن يحاسبه إلا على ما يجد منه من خير، وما يقدم له من خدمة. منذ اليوم، لن يكون الربيعة في نظر الناس الطبيب المشهور محلياً وعالمياً بسبب عمليات فصل التوأم التي يجريها، ولن يكون بطل الرواية الأوروبية التي كتبتها الأديبة الرومانية دومنيكا اليزل تعيبراً عن امتنانها لأعماله. سيكون في أعينهم الوزير"فقط". الجالس على كرسي صحتهم. لن يبالي الناس بنجاحات الجراح وفتوحاته، بل بأنفسهم وصحتهم التي بين يديه. كما لن يكون بطل الرواية مختلفاً في هذا الخصوص عمن سبقوه، فقبله الروائي والشاعر النجم المحبوب الدكتور غازي القصيبي الذي تحول مدافعاً منذ أن أصبح وزيراً للعمل في السعودية. لن يبالي الناس منذ اليوم كذلك بتاريخ الربيعة الذي بدأ الدراسة في كلية الطب بعد اجتياز اختبار القبول عام 1972، وتخرج عام 1979. ودرس الزمالة في كندا. وأجرى عمليات فصل التوائم على المستوى العالمي بلغت 20 جراحة حتى أكتوبر 2008 تمت جميعها بنجاح. ولن يبالوا بحصوله على الزمالة في جراحة الأطفال من جامعة دالها وسي في كنداً، ولا بمشاركته وترأسه العديد من اللجان الطبية، ولا بتقديمه أكثر من 30 ورقة عمل مختصرة في ندوات وورش عمل وحلقات نقاش طبية، ولا بتأليف وكتابة أكثر من 40 ورقة عمل محكمة وكتاب. هو في نظرهم منذ اليوم وزير للصحة عين بمرسوم ملكي بتاريخ 13 شباط فبراير 2009، وبناء على هذا القرار سيبدأ الناس كتابة تاريخ جديد له. تاريخ لا يحفل كثيراً بإنجازاته العلمية والعالمية بقدر ما يهتم بخدمته للشعب، وإدارته للقطاع الصحي الذي يمس أعز ما يملك الإنسان. وإلا سيحل عليه نحس"الكرسي"، وسخط الناس.