رغم ارتباط خبر إعفائه من منصب الرجل الأول في وزارة الصحة بخبر تعيينه مستشارًا بالديوان الملكي؛ فإن جُلَّ المتابعين لخبر إعفاء وزير الصحة السابق الدكتور عبد الله الربيعة قاموا باستخدام مشرط الجراح الدقيق، وفصلوا تمامًا ما بين الإعفاء والتعيين، مرجعين سبب الخطوة إلى فشل الجراح الماهر بعمليات فصل التوائم في استئصال ورم "كورونا" الخبيث عن جسد المملكة. هو عبد الله عبد العزيز بن محمد الربيعة، صاحب المركز الرابع عشر في قائمة من تقلدوا المنصب القائم على صحة السعوديين منذ إنشاء الوزارة عام 1370ه، بعدما وصل للمنصب بفضل مهارته الرفيعة في إجراء العمليات الأكثر تعقيدًا في العالم، قبل أن تُطيح به طريقة إدارته للوزارة، وتحديدًا إدارته لأزمة انتشار "كورونا"، إلى درجة أن منظمة الصحة العالمية حذرت من تحول الفيروس إلى وباء بعد تزايد حالات الإصابة به. تولَّى الربيعة (59 عامًا) مقاليد وزارة الصحة في 14 فبراير 2009 إلى 21 أبريل 2014، وترأس مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض 15 أغسطس 2010 إلى الآن، فضلا عن أنه يعمل أستاذًا بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض (2005 إلى 2009). ودفعت شهرتُهُ الواسعة في إجراء عمليات فصل التوائم الأديبةَ الرومانية دومنيكا اليزل إلى جعله بطلا لإحدى رواياتها، عرفانًا بما قام به من أعمال، وقامت بإهداء أول نسخة من الكتاب للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لرعايته تكاليف هذه العمليات. حصل "الربيعة" على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك سعود عام 1979م / 1399ه، أعقبه حصوله على الامتياز من مستشفى الملك خالد الجامعي من 1 سبتمبر 1979م إلى 31 أغسطس 1980م، ثم ماجستير العلوم الجراحية بجامعة ألبرتا بكندا يونيو 1985 م، وزمالة جراحة الأطفال دالهاوسي بكندا عام 1987. أشرف "الربيعة" على حالة (79) توأما ملتصقًا من (17) دولة، وأجرى بنجاح (31) عملية فصل معقدة لتوائم سيامية، ثلاثة منهم توائم طفيلية، وكانت هناك محاولة للفصل، أما البقية فكانت توائم سيامية كاملة، أما بالنسبة لبقية الحالات فلم تكن قابلة للفصل من الناحية الطبية والإنسانية. وخلال فترة توليه الوزارة، اعتمد خطة "المشروع الوطني للرعاية المتكاملة" لتوزيع الخدمات الصحية في السعودية، كما اعتمد شعار "المريض أولا" الذي يهدف إلى تعزيز حقوق المريض، كما حصل 15 مستشفى على شهادة الاعتماد من هيئة المستشفيات الأمريكية، و52 مستشفى على شهادة الاعتماد الوطني، وهي محاولة لضبط معايير تقييم جودة الخدمات الصحية في البلاد. وشهدت فترة ولايته أيضًا توجيه العديد من المسؤولين انتقادًا مباشرًا له كالأمير سطام بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض السابق، الذي انتقده بسبب إغلاق مدراء المستشفيات الحكومية الأبواب أمام المراجعين. كما شاركه في الانتقادات أيضًا أمير منطقة حائل، الأمير سعود بن عبد المحسن ل"تردي الخدمات الصحية في المنطقة" فضلا عن انتقادات الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي في ديسمبر 2013 ل"ضعف أداء وزارة الصحة ومستشفياتها". كما حدث في عهده العديدُ من الأخطاء الطبية، مثل نقل دم ملوث بفيروس نقص المناعة لمريضة. وخلال الفترة الأخيرة نال الوزير انتقادات عديدة من إعلاميين، وكتاب، ونشطاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لفشله في إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا الذي حصد العشرات من أرواح السعوديين، وطالبوه بالاستقالة، مثل: عبد العزيز الغيامة، وتركي العجمة، وصلاح الغيدان. اقرأ أيضا: إعفاء "الربيعة" من منصبه.. وتكليف "فقيه" بعمل وزير الصحة مغردون: "كورونا" أطاح ب"الربيعة" ولا بديل عن محاسبته وظيفيًّا أبو زنادة: عدم تغيير فريق الربيعة يعني فشل الوزير الجديد بعد زيارة مفاجئة لمتابعة "كورونا".. فقيه: أعدكم بالشفافية