يحاول الدكتور الوزير عبد الله الربيعة أن يمسك العصا من المنتصف مزاوجا بين أعباء ضمير الطبيب المتمكن الفذ الذي حظي بثقة واستحسان الأوساط الطبية والشعبية حول العالم، وأعباء ضمير المسئول الوطني الذي حظي بثقة القيادة السياسية على رأس المؤسسة الصحية في المملكة. حيث يعود وزير الصحة الربيعة لحمل حقيبة الجراح، مع الحقيبة الوزارية التي أسندت إليه مؤخرا، إلى غرفة العمليات وهو يحمل هم العملية الجراحية، وهم شؤون إدارة الوزارة المتشعبة الملفات والخطط بتكليف من خادم الحرمين في كلا الأمرين. التوأمان السيامي "حسن ومحمود" قدما هذه المرة من مصر عبر مطار الملك خالد الدولي بالرياض يوم الثلاثاء العاشر من فبراير الحالي، والتوأمان الحاليان هما ثالث التوائم على قائمة التوائم القادمة من أرض الكنانة إلى أرض الطهر، فبعد كل من تاليا وتالين في العام 2003، وألاء وولاء في 2005، حيث يستعد الفريق الطبي بقيادة الدكتور الربيعة لفصل التوأم الحادي والعشرين. وكان الفريق الطبي المشرف على حالة التوأمين قد أنهى العملية الوهمية التي يتم إجراؤها قبل العملية الجراحية الحقيقية، والتي يهدف منها التأكد من جهوزية الفريق والأجهزة الطبية والجراحية، وكان الفريق الطبي قد اجتمع والفريق الطبي المتعدد التخصصات، في انتظار يوم غد السبت تنفيذا لتوجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وجه بإجراء عملية فصلهما في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني. وكان المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي قد قال بأن أعضاء الفريق الطبي ناقشوا حالة التوأمين الحالية وقدموا شرحا مفصلا لأهل التوأمين حول العملية والمراحل التي ستمر بها حتى تتم عملية الفصل. وتوقع الدكتور القناوي أن تستمر العملية قرابة 15 ساعة وبنسبة نجاح تصل إلى 70 في المئة حيث ستجري العملية على عدة مراحل، وهي مرحلة التخدير ثم التعقيم وفتح البطن وبعدها فصل الالتصاق والأمعاء ثم فصل المسالك البولية والتناسلية والحوض ثم مرحلة فصل التوأمين وأخيرا مرحلة الترميم. وكان الدكتور الربيعة قد استبعد قبل شهر في حديثه لأحد وسائل الإعلام، أن يبتعد عن عالم الجراحة إلى عالم الإدارة، ويترقب المواطنون سياسته وإستراتيجيته داخل الوزارة التي تمس حياتهم الصحية بشكل مباشر، وكان الربيعة قد صنع مجدا سعوديا عالميا، وصلت شهرته إلى أبواب الأدب العالمي من خلال الرواية التي تدور حول بطولته لأحداثها وتعكف على كتابتها دومنيكا سيف اليزل.