رداً على اللقاء المثير المنشور في"الحياة"، العدد 16735، بتاريخ 28 كانون الثاني يناير 2009 2 صفر 1430ه مع الشيخ والقارئ عادل بن سالم الكلباني. قرأت اللقاء المثير مع الشيخ والقارئ المخضرم عادل بن سالم الكلباني، ووجدت له ملاحظات ليست بالصغيرة والسهلة والتي يمكن وضعها في حقيبة"زلة لسان". أولاً: عندما سأله معد الحوار الأخ مصطفى الأنصاري:"لننتقل إلى ملف مسجدك السابق. أنت ذهبت إلى الحرم لكي تعود، فماذا حدث؟ كانت إجابتك:"واتصلت بمدير شؤون المساجد في الرياض وأنا في الطائرة وأخبرته بالأمر، وطلبت منه أن يدبر خطيباً ليوم الجمعة، وأن يترك المؤذن يصلى بالناس التراويح حتى أبحث لهم عن شخص مناسب، مع احترامي الشديد للشيخ خالد الجليل، ولكنه ليس الشخص المناسب للمسجد، لأن مسجد الملك خالد أصبح رمزاً لا يصلح أن يؤمه إلا شخص يكمل مسيرته بعد ما وصله من النضج، لا أن يبدأ المسيرة من جديد، وكل من كان يصلي فيه من عليه القوم رحلوا". هذا الكلام أولاً ليس بصحيح، كون كل من كان يصلي فيه من علية القوم رحلوا، بل ازداد الناس كثرةً واجتمع محبو الكلباني والجليل مما ازداد عدد المصلين، ثم إن هذا التصريح هو الذي أوقع الكلباني في التهم والردود من الناس، وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه"من أوقع نفسه في مواطن الريبة فلا يلومن من أساء الظن فيه". أنت أوقعت نفسك في موطن الريبة يا شيخ، لماذا تزكي نفسك أولاً، ثم لماذا تخدش في الرجل وهو إمام بعدك، كان عليك أن تذكر محاسن الرجل فقط، لأنك لست بقاضٍ أو مسؤول في الوزارة. ثم أن هذه المكانة يجب على المسلم أن يكون همه الشاغل هو رضا الرحمن، لا يريد شيئاً من الدنيا، وقد ضرب لنا صحابة النبي"صلى الله عليه وسلم"عندما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب"رضي الله عنه"، تعلق الناس بخالد بن الوليد، وظنهم أن النصر دوماً للمسلمين من براعته"رضي الله عنه"، أرسل إلى عزله وإخباره بأن يعطي الراية لأبي عبيدة بن الجراح"رضي الله عنه"، فما كان من خالد إلا أن سلم الراية لأبي عبيدة، قال خالد يا أبا عبيدة كلنا جند لله، وعندما طُلب من أبي هريرة"رضي الله عنه"أن يروي حديث"الثلاثة"ما كان من أبوهريرة إلا أن يتهيأ ليروي الحديث فغشي عليه إلى أن نطحوا رأسه بالماء فأفاق، ثم حاول مرة ثانية فغشي عليه ونطحوا فيه الماء فأفاق إلى الثالثة والرابعة، ثم تهيأ بعد أن تمالك نفسه ثم قال ? قال رسول الله"صلى الله عليه وسلم"أول من تسعر بهم النار"ثلاثة"عالم ومجاهد وغني، فيقال للعالم ماذا عملت في ما علمناك، قال يارب تعلمت وعلمت الناس، فيقال له كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، تعلمت ليقول الناس فلاناً عالماً خذوا به إلى النار، إلى آخر الحديث. ثم عندما سُئلت، ما التيار الآخر الذي كنت معادياً له؟ أجبت، التيار التفجيري التكفيري، والتيار المتملق الذي هو الجامي، فإقرارنا بولاية الأمر لا يعني إلا نناصحها، بل من الدين النصيحة لولاة الأمر. أما التيار التفجيري والتكفيري فهذا بلا شك تيار لا يقبله كل من اتصف بصفاء العقل، وهذه جماعة ضالة مُضلة وتنطبق فيهم الآية قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أما قولك بالتيار الجامي، قد لا يعرف أكثر الناس من الجامي؟ إنه الشيخ محمد أمان الجامي، رحمه الله، عالم جليل ذو عقيدة سليمة ومنهج متزن سليم، كانت دعوته في هذه البلاد عن دعوة التوحيد وربط الناس بحكامهم وولاة أمرهم، لأنه لم كن متملقاً ولا مداهناً أبداً، وليس كما وصفه الشيخ عادل، وعندما أتى الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، بتجديد هذه الدعوة المباركة لهذا البلد، أول ما بدأ به هو التعاون مع حاكم البلاد وهو الإمام المصلح محمد بن سعود، رحمه الله، وما أن تم ذلك حتى صلحت البلاد والعباد. هاشم محمد علي السيد سوداني مقيم في الرياض