لا أعلم كيف أصف ذلك، ولا أعرف ماذا أقول، وهل هو مجدٍ أو صحي في بعض القرارات التي تُتخذ في لحظة ما بسبب شرعي أو غير شرعي، وهو إجراء مهم في حياة الموظف؟ وما الأسباب التي تقنعني كي اعرف سبب الاستقالات الهائلة وتغيير العمل من منشأة إلى أخرى؟ أخذت في البحث والسؤال كي أجد إجابة مقنعة، ولم أجد، فالأسباب كثيرة وعليّ فتح باب الاستقالات السبع، التي اعتقد أنها من الأسباب التي لا بد من مناقشتها ومحاولات حل التسرب الوظيفي الذي صار بكثرة، وأبدأ بالاستقالات السبع التي أرى أنها الأكثر شيوعاً عندما يقدم الشخص استقالته: الأولى: عندما تكون سوق العمل مفتوحة والخيارات متعددة، تكون هناك عروض أفضل، ويكون الشخص مطلوباً براتب أفضل، وذلك بسبب تميزه التعليمي والعملي والتدريبي، خصوصاً أن الإغراءات المالية والميزات الوظيفية موجودة وتُغري للانتقال، ولذلك تطرح الاستقالة للذهاب لمشروع وظيفي جديد. الثانية: عندما يكون هناك إجحاف في حق الموظف من رئيسه المباشر أو مدير الإدارة، وضغوط نفسية تكون سبباً في قهر الموظف، وذلك هو نظام"التطفيش"الذي يتبعه بعض المسؤولين، وهذه استقالة أتمنى ممن يتسبب فيها أن يرد له الكيل مكيالين ويكون عبرة لغيره. الثالثة: ضغوط العمل، والاتكال على الموظف، وحصر الموظف في عمل واحد من دون إيجاد بديل أو مساعد إذا استوجب العمل شخصين، وتجديد آلية العمل، وعدم تدعيم الموظف بالتدريب والتطوير، وعدم وضع مسار وظيفي واضح، وقلة الوعي الإداري، الذي يدعم الثبات الوظيفي، وهذه استقالة البحث عن الأفضل. الرابعة: الضعف الإداري، وقلة الوعي التخطيطي للشركة، والاعتماد على مسؤولين لا يهمهم سوى أرباح المنشأة ورواتبهم والميزات والسلطة المفرطة، والأنانية وحب الذات التي تجعل الموظف يفكر في الخروج من بيئة هذا العمل. الخامسة: الرواتب والمغريات، والعلاوات، والسلم الوظيفي، والتدرج فيه، وهذا ما تفتقر له معظم المنشآت والبعض يخصص ذلك لموظفين معينين، وهم كبار الموظفين، فالميزات لهم، وضغوط العمل والرواتب القليلة للموظف الصغير، وهذا سبب للتسرب الوظيفي أيضاً. السادسة: تفضيل الغريب على ابن البلد، وذلك لخوف البعض على كرسي الإدارة، ولخوفه أن يكتشف أن هناك من هو أفضل منه في إدارة الأمور والعمل، والبحث عن موظفين غير مؤهلين لكي يكون هناك سبب مقنع بعدم إدراجهم في التدرج الوظيفي، ورفع سقف الرواتب الذي يكون صعباً على هؤلاء الموظفين الوصول إليه، مع أن الكوادر السعودية الآن قادرة على العمل بصدق وأمانة وامتياز وإبداع، وذلك بما حصلوا عليه من الشهادات العلمية، والخبرات والدورات التدريبية التي تميزوا فيها، ولكن هناك مديرين يتمنون ان يبقوا على تلك المناصب يفعلون ما يحلو لهم من ظلم وإجحاف في حق الموظف، وهذه استقالة مسببة ونراها بكثرة. السابعة: التفريق بين الموظفين من بعض المديرين والتضييق عليهم، وجعل بعض المنشآت أشبه بنظام الجماعات، إذ يكون هناك أناس مقربون من المديرين ينقلون معلومات خاطئة للوصول لغايات في أنفسهم الله يعلمها، والعمل على الترهيب والتخويف والتهديد، وهذا ما يجعل بيئة العمل سيئة ومخيفة، وبذلك تكون الاستقالة سبباً وجيهاً للابتعاد عن ذلك.أتمنى أن أكون بتلك"الاستقالات السبع"وصلت لبعض المعاناة التي تجعل الموظف يستقيل من عمله، حتى لو أحب ذلك، تكون هناك قرارات استعجال من البعض في الاستقالة، ولكن المسؤولين والمديرين لا يعلمون وتؤخذ سلباً على مقدم الاستقالة حتى لو تراجع عن ذلك، علماً بأنها تؤخذ ضده وهذا ظلم بعينه، لأنهم لم يسمعوا للشخص ولم يسمعوا وجهة نظره التي أتمنى أن تقنعهم، مع أن هناك أسباباً لاستقالات أكثر من السبع التي ذكرتها، ولكن ليعلم الموظف ورئيس القسم والمدير والمدير العام ورئيس مجلس الإدارة للمنشأة أن البحث في الأسباب وإيجاد الحل المناسب يقلل من الخسائر التي تسببها الاستقالة، وان خسارة الموظف أياً كان منصبه، خصوصاً إذا كان كفؤاً يعتبر خسارة مادية ومعنوية للمنشأة، فما اطلبه من كل مسؤول النظر في حال موظفيه قبل اتخاذ أي إجراء. عبدالمحسن سلمان الهويدي - الرياض [email protected]