أحيت دول العالم أمس برامج وقائية وإرشادية بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، الذي يوافق الأول من شهر كانون الأول ديسمبر من كل عام. ومرت المناسبة العالمية يوم أمس، من دون أي نشاط توعوي من الجهات الصحية السعودية، إذ طغت أخبار خلو موسم الحج من تفشي الأمراض الوبائية والمحجرية، وأخبار الإجراءات الوقائية من مرض"أنفلونزا الخنازير"، دون أية إشارة إلى اليوم العالمي للإيدز. لكن المتابع لموقع وزارة الصحة على شبكة الإنترنت يلاحظ أن الوزارة لم تحدث معلوماتها الإحصائية عن المرضى المصابين في المملكة، فبحسب آخر إحصاء عام 2004 بلغ عدد الحالات المصابة بالمرض في السعودية 8919 حالة منها 2005 حالة لمواطنين. إلى ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية أمس، توصيات جديدة بشأن علاج الرضّع ووقايتهم وتغذيتهم، للحدّ من انتقال فيروس الإيدز من الأمهات المصابات إلى الأطفال الرضع. وأعلنت المنظمة عن أكثر من 33 مليون حالة مصابة بالإيدز في العالم، وأنّ كل عام يشهد وقوع 2.7 مليون إصابة جديدة بذلك الفيروس. ولفت تقرير للمنظمة إلى أن الإيدز يأتي في مقدمة أسباب وفاة النساء اللائي في سنّ الإنجاب في جميع أنحاء العالم. من جهة أخرى، أوضح استشاري الأمراض المعدية في قسم الطب الباطني بمستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث الدكتور عبدالله الحقيل، ل"الحياة"أن المستشفى سيعقد الأربعاء المقبل 9/12/2009 في مدينة الرياض ورشة العمل السنوية الخامسة للايدز، وذلك بمشاركة عدد كبير من المختصين في مجال الأمراض المعدية والايدز. وأشار إلى أن آخر إحصائية لوزارة الصحة العام الماضي تشير إلى أن إجمالي عدد الإصابات بالإيدز بين السعوديين بلغ 3200 حالة، لافتاً إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي يواصل دوره الرائد في التصدي للمرض،"إذ ان معظم حالات الإصابة بمرض الإيدز تعالج به بما يملكه من عيادة تضم مختصين من استشاريين وأطباء وصيادلة"، مضيفاً أن الإحصاءات والأرقام تؤكد أنه خلال السنوات العشر الماضية 80 في المئة من حالات العدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي سواء بين الزوجين في حال إصابة أحدهما أو خارج نطاق الزوجية. من جهته، أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، ل"الحياة"أن تقديرات منظمة الصحة العالمية خلال عام 2007 تشير إلى أن نحو 33.2 مليون شخص يعيشون بفيروس العوز المناعي البشري، وأن 2.5 مليون شخص هم حديثو الإصابة، وأن 2.1 مليون توفوا من جراء مرض نقص المناعة البشري المكتسب، فيما يظل الإقليم الافريقي الأكثر تأثراً من حيث حجم الإصابة بالفيروس عالمياً، حيث يستأثر ب 68 في المئة من إجمالي عدد الحالات. وقال خوجة:"بالنظر لحجم المشكلة وآثارها التنموية ليس هناك من جهة واحدة أو قطاع معين أو أفراد بعينهم مسؤولين عنه... بل إن المشكلة عامة تتناول مختلف الجوانب الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية، الثقافية... وهي مسؤولية كل فرد ومهمة الجميع، وأي نجاح يراد له أن يتحقق في أسس المكافحة يتطلب تضافر جهود كل المعنيين في ما سلف الإشارة إليه من تخطيط وتعليم وتوعية ووقاية وعلاج أفراد المجتمع بأسره". ولفت إلى دور المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي وجهوده في مجال مكافحة الإيدز، موضحاً أن معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان في دول الخليج تعد الأقل بين دول إقليم شرق المتوسط وتتراوح ما بين 0.15 و 1.95 لكل 100 ألف نسمة. وأضاف أن وزارات الصحة في دول مجلس التعاون انتهجت استراتيجية خليجية لمكافحة الإيدز تضمنت العديد من الإجراءات للحد من انتشار الوباء، ومن ذلك إيقاف استيراد الدم من الخارج، المراقبة والفحص الطبي الشامل لكل العاملين القادمين للعمل في دول المجلس ضمن برنامجها الكبير"فحص العمالة الوافدة"، تكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة وتقوية الوازع الديني خصوصاً بين الشباب وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، نشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه، الإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، التخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بعدواه نفسياً واجتماعياً ورعايتهم طبياً ونفسياً واجتماعياً، الدعوة لنبذ الوصم وعزلة المصابين، تيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها، المساعدة في تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، ضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته، وتطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة لدول المجلس من المرض. وأشار إلى أنه تم تيسير إجراء الفحص الطوعي بين الفئات المعرضة لخطر العدوى، مع إلزام المقدمين على الزواج بإجراء اختبارات الايدز، إضافة إلى الفحوص الأخرى للأمراض المنقولة جنسياً والأمراض الوراثية، وحماية جمهور المواطنين خصوصاً الشباب من خطر انتقال العدوى بتزويدهم بالمعارف والمعلومات وتقديم المشورة لهم بشتى وسائل الدعاية والإعلام وبالأساليب المناسبة، مع الاهتمام بتقوية العلاقات الزوجية الشرعية وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة.