تحفظ مثقفون وأدباء سعوديون مشاركون في مؤتمر الأدباء الثالث في ختام فعاليات المؤتمر يوم أمس، على آلية وزارة الثقافة في اعتماد وتنفيذ فعاليات المؤتمر واستعادتها لمهمات الأندية الأدبية وملتقياتها السنوية، من خلال أوراق العمل النقدية وبحوث الترقية الأكاديمية، لافتين إلى تعمّد القائمين على المؤتمر تمييع هموم الأدب في قضايا الأدب والنقد. ووقع عدد من المثقفين بياناً موجهاً إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ضمنوه مطالبهم الأساسية، ومنها:"الشروع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإعلان اتحاد الأدباء والكتاب السعوديين، ليكون مظلة تنظيميّة لتدارس شؤونهم ورعاية مصالحهم ودعم صورة وطنهم أمام العالم، إذ ما زلنا كأدباء، خارج الكثير من المنظومات الإقليميّة والدولية لعدم وجود هذا الاتحاد في بلادنا. ثانياً: ننظر بعين الأمل إلى وزارة الثقافة والإعلام بأن تشرع في استحداث أنظمة التفرغ للأدباء السعوديين، مع ضمان مصادر عيشهم، ورعاية شؤونهم اليوميّة كونهم يمثلون في تفرغهم وجهاً حضاريّاً، يثري نتاجهم ويرفع عنهم الانشغالات التي تقصر من عمر فعاليتهم الإنتاجيّة وتحيل الكثير منهم إلى اليأس، ودفن مواهبهم والانصراف إلى البحث عن لقمة العيش. ثالثاً: تبعاً للفقرة أعلاه نلتمس منكم السعي نحو تحقيق حلم صندوق وطني لرعاية الأدباء، ودعمهم في حال المرض والحاجة إلى العيش الكريم، وبلادنا بخير وبالإمكان تدشين هذا الصندوق، وتحقيقه على أرض الواقع إذا توافرت النيّة الصادقة، والقناعة بجدواه. رابعاً: نطمح إلى أن يكون مؤتمر الأدباء السعوديين في الدورات القادمة، ملتقى للأدباء لمناقشة همومهم ومطالبهم، ولا مانع أن تدشن على هامشه فعاليّات ثقافيّة، إلا أن عقد هذا اللقاء المهم وتصميم أجندته وكأنه ملتقى للبحوث والدراسات الأكاديميّة، وتجاهل الأدباء وشؤونهم التنظيميّة ومطالبهم، فذلك ما نلتمس منكم تلافيه، وتلافي دعوة ضيوف من خارج الوسط الأدبي، على حساب أدباء غيّبوا عن هذا اللقاء المهم. خامساً: نؤكد لمعاليكم، أنه لو كان هذا المؤتمر موجهاً أجندته إلى شؤون الأدباء كما هو مسماه، لاستغنينا عن مثل هذا الخطاب، آملين أن يكون ما فيه من مطالب خطوة نحو تصحيح الأوضاع ووضعها في مسارها الصحيح، في الوقت الذي نثمن فيه جهودكم والعاملين في الوزارة، واثقين من حسن نواياهم، وإخلاصهم، ولو سردنا إيجابيات ما قاموا به، لأطلنا، إلا أننا هنا ننظر من زاوية متطلبات لم تتم، ولن تكتمل الصورة الإيجابيّة لإصلاح الشأن الثقافي إلا بها". من جهة أخرى، أوضح الشاعر محمد العلي أن المؤتمر مخصص للأدباء وليس للأدب،"ما يعني ضرورة اختيار أوراق عمل تركز على هموم الأديب الخاصة والمشتركة"، مؤملاً أن يعاد النظر في مثل هذه المؤتمرات، طالما أن المصطلحات لم تحرر من قبل القائمين عليها. فيما عبّر الشاعر إبراهيم طالع عن أسفه من تحول المؤتمر إلى الأدب عوضاً عن كونه مؤتمر أدباء، مضيفاً أن"الربكة الواضحة اضطرت المنظمين إلى ملئه بفعاليات وقراءات،"ما يؤكد عدم قدرة جهاز الوزارة على طرح قضاياهم الحقيقية الجوهرية الإجرائية على جدول يمكن أن يطلق عليه جدول عمل المؤتمرين"، موضحاً حاجة الساحة الأدبية الفعلية المرحلية"إلى إيجاد آلية ميدانية تكون بديلاً قادراً على تفعيل الثقافة، يمكّن نجاحها، ومنها الإلزام بفكرة الانتخاب عن طريق الإطار الثقافي الفاعل لكل منطقة، في ظل فشل الأندية في إعداد هذا الإطار، وتحديد من يحق له الانتخاب". وأضاف طالع أن هناك بدائل إجرائية"ممكنة التحقيق عن فكرة الأندية التي يرى البعض أنها فكرة بالية غير صالحة للتفعيل المعاصر". فيما يرى الناقد أحمد بوقري إن الوزارة"تجاهلت القضايا الأساسية المتماسة مع الأديب في توفير حياة كريمة له"، مشيراً إلى أن مثل هذه الأوراق"سمعناها في ملتقيات الأندية الشعرية والسردية ولم يكن من داع لإعادتها مرة أخرى". وأبدى الشاعر غرم الله الصقاعي دهشته من إغفال حق الأديب في مؤتمر معني به،"وتمييع حقوق الأدباء ضمن أوراق عمل مجنحة بعيداً عن أرض الواقع"، محمّلاً المنظمين مسؤولية النأي بمعاناة الأدباء وتجاهل طرحها ضمن جدول عمل، ومنها إقامة رابطة للأدباء تقوم على شؤونهم العلائقية الفنية والاجتماعية. ويرى الشاعر مريع سوادي أن مؤتمر الأدباء عرض ووزع أوراقاً نقدية جيدة عن الأدب المحلي ، مبدياً دهشته من التغافل عن قضايا الأدباء الإجرائية التي يعانون منها، إذ حتى الأدباء الذين طرحوا أوراقهم فهموا المؤتمر على أنه ملتقى للأدب على رغم أن فكرة الملتقى يستطيع أن يقيمه أي ناد كما هي العادة، مضيفاً أن"ما ظهر لنا خلال ثلاثة أيام تمثل في قيام مؤتمرمن دون جدول عمل مجد، وغدا المؤتمر مؤتمراً أدبياً تقليدياً لعرض الصورة الأدبية، بعيداً عن قضايا الآليات والطموحات". من جانبه أوضح رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر الدكتور محمد الربيع أن مهمة اللجنة اقتصرت على ترشيح البحوث وتقييمها وقبول المناسب منها للمحاور العامة، المعدة من وكالة وزارة الثقافة للشؤون الثقافية، مؤكداً أن اللجنة العلمية لم تقترح الإطار العام. فيما كشف عضو اللجنة المنظمة والشخصية الفاعلة في المؤتمر الدكتور عبد الله الوشمي أن ملتقى الأدباء الذي سيقام خلال الأشهر المقبلة"هو المعني بقضايا الأدباء ومنها مناقشة موضوع تأسيس رابطة وصندوق للأدباء".