أكد رئيس مركز أخلاقيات الطب عضو المجمع الفقهي الدكتور محمد البار ارتفاع طلبات الإجهاض في الآونة الأخيرة، بعضها لأسباب شرعية وأخرى لأسباب غريبة. وأضاف ل"الحياة"أن أكثر من خمس استشارات تصله شهرياً من أطباء يحملون مطالب سيدات ورجال بالإجهاض، مشيراً إلى أن إحدى السيدات كانت ترغب في الإجهاض من أجل إكمال دراستها العليا في كندا، وأخرى من أجل دراسة الدكتوراه في الولاياتالمتحدة الأميركية، وثالثة من أجل ترقيتها في العمل وتوليها منصباً مهماً. وكان البار تحدث في ورشة عمل أمس خلال مؤتمر"أخلاقيات طب الوراثة... قضايا وحلول"الذي عقد في مستشفى الملك فيصل التخصصي، عن الجوانب الدينية والطبية للإجهاض، مشيراً إلى أنه يُسمح بالإجهاض في حال وجود مرض خطر ومميت، مشترطاً أن يكون المرض موجوداً وليس متوقعاً بعد 20 عاماً أو أكثر أو أقل. وقال:"هذه الأمور تكون في علم الغيب ومن الممكن أن يخرج الجنين وهو معافى". من جهته، طالب أستاذ الثقافة الإسلامية والأخلاقيات في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور خالد الشايع وزارة الصحة بتوعية المجتمع بمخاطر ارتباط من يعانون من أمراض وراثية. وقال:"على رغم تطبيق الفحص قبل الزواج إلا أن الإحصاءات تشير إلى أن 80 في المئة ممن يثبت أن لديهم مشكلات وراثية يتزوجون، ما يؤكد أن عملية الفحص متعلقة بالنظرة الاجتماعية، وإذا لم توجد التوعية والتثقيف الصحي فسيكون الناس أسرى لعاداتهم وسيستمرون في ترديد: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". من جهته، قلل استشاري العقم والإنجاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور سعد آل حسن من فاعلية الفحص قبل الزواج الذي طرح قبل عشرة أعوام. وقال ل"الحياة":"يجب على وزارة الصحة أن ترى نتائج قرار تطبيق الفحص بعد هذه الأعوام، فنسبة المتزوجين من الحاملين للأمراض الوراثية كبيرة جداً، ولا فائدة للقرار من دون إجراء الدراسات المحلية عليها". وذكر أن العلم في مجال أبحاث الوراثة وتطبيقات الجينات تطور ولم يعد الزواج مشكلة، لكن لا بد من فحص الأجنة والتدخل الطبي السريع لإنهاء المرض، مؤكداً أن توقيت الفحص قبل الزواج فقط خاطئ ولا بد من الفحص قبل الولادة وخلال فترة الدراسة قبل نية الزواج.