أخيراً وبعد الجهود المضنية التي بُذلت من كل الأطراف، والمباحثات المكثفة من الدول العربية والإسلامية والإفريقية وغيرها من دول العالم ذات الضمير الحي، التي رأت الوقوف مع الحق لتقول للآخرين اركبوا معنا قبل أن يدرككم طوفان يعري الباطل ويدحضه وينصر الحق ويجعله ابيض ناصعاً، ومع ذلك فقد مارست الدول الغربية الكبرى ضغوطها اللا أخلاقية، وهي التي تدعي الحرية وترفع رايتها في العلن، ولكن ما خفي كان أعظم، مارست تلك الدول الضغوط والإغراءات على الكثير من الدول، وعندما أدرك الوقت وحان موعد التصويت تدخلت فرنسا لطلب التأجيل ولو لنصف ساعة، علها تكسب بعض الأصوات ضد التصويت على قرار مجلس حقوق الإنسان على تقرير غولدستون، ولكن هيهات هيهات لم ترض الوفود الشريفة وبدأت ساعة الصفر والله ينصر عبده وهو نعم المولى ونعم النصير. لقد كان التصويت في مجلس حقوق الإنسان لصالح تقرير غولدستون، على رغم تكالب الأقوياء، وهكذا كان الفوز بعدد 25 صوتاً مقابل ستة أصوات معارضة جلها من الدول الكبرى التي تنادي ببسط الحريات واحترام حقوق الآخرين والديموقراطيات، وكل هذه الشعارات الجوفاء من غير مضمون حقيقي تتضح لكل العالم صورتهم أكثر ويفتضح أمرهم ويندبون حظهم بهذا الموقف، أما الذين تم تحييدهم وبيعت ضمائرهم فسيظل ذلك يلازمهم وشبح الأموات يطاردهم، لأن ضمائرهم قد خانت من ضرب بالقنابل الحارقة أطفالاً وشيوخاً ونساءً لا ذنب لهم، وعيونهم أغلقت عمن دفن تحت الأنقاض ظلماً وجوراً، وهكذا لابد لمن انتصر أن يواصل سعيه حتى ينال الطغاة مصيرهم جراء ظلمهم والله لا يحب الظالمين. علي حسن الريح - الرياض