طالب إمام وخطيب المسجد الحرام صالح بن عبدالله بن حميد بإبعاد الحج عن أي مشوش على مظهر وحدته ومعكر على غاياته السامية من ذكر الله، مطالباً بعدم تحويل الحج إلى منابر سياسية، لافتاً إلى أن من ثوابت السعودية خادمة الحرمين الشريفين وحاميتهما وراعيتهما، عدم السماح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس:"إن أهل الإسلام عموماً وحجاج بيت الله خصوصاً يعلمون أن هذا التشويش والبلبلة يقودان إلى الانشقاق والفرقة بين المسلمين، ولا يمكن أن يحول الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم ما يعني الانحراف الخطر والانجراف المدمر عن أهداف الحج وغايته"، لافتاً إلى أن الحج والديار المقدسة ليسا لنقل الخلافات وتصفية الخصومات، وانهما فوق الخلافات السياسية والعصبيات المذهبية. وأوضح"انه لا يجوز استغلال الدين ومواسم العبادة وتجمعات المسلمين من مشاهد مقدسة لأغراض مسيسة، وصرف الأنظار عن معاناة يعيشها من يعيشها ومشكلات واقع فيها صاحبها، بل يجب إبعاد الفريضة المقدسة عن مثل هذه الأغراض اذ ان الخوض في هذا والاشتغال به إفساد لمقاصد الحج الإيمانية وحرمان لضيوف الرحمن من الأمن والأمان والتفرغ للعبادة واستشعار قدسية الزمان والمكان وافتعال لقضايا خلافية تزيد من فرقة الأمة". مؤكداً أن"المسيرات والمظاهرات والحشود والتجمعات والنداءات من أجل ذلك ليست من الدين في شيء". وأضاف أن من ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية عدم السماح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي، وهذا يمثل ركيزة ثابتة في السياسة السعودية التي تولي أمن الحج الأهمية القصوى، وأنها لا تسمح بمثل هذا وهي المؤتمنة على ضيوف الرحمن وخدمتهم ورعايتهم وحمايتهم وهي ملتزمة كذلك ومسؤولة عن اتخاذ كل التدابير الحازمة الصارمة للحفاظ على أمن البلاد وأمن المواطن والمقيم، ولا تسمح بأي عمل أو تصرف يكدر هذه الأجواء الإيمانية أو يضر بالمصالح العامة أو يمس احترام مشاعر المسلمين.