باتت البسطات التي تعرض الملابس أمام المساجد والمحال الكبرى، واقعاً تشهده مدينة الرياض ويزداد انتشارها خلال المواسم والأعياد، إذ يستغل بائعو البسطات المناسبات لعرض بضاعتهم من أشمغة وملابس، بأسعار تقل كثيراً عن المحال التجارية. وفي حين يرى مستثمرون في قطاع الملابس والأشمغة، أن تأثير تلك البسطات محدود، لأنها تعرض سلعاً من موديلات قديمة، يقول بائعة تلك البسطات إن بضاعتهم أصلية وغير مقلدة، وإنهم يجلبون بضاعتهم من محال الجملة، ويكتفون بالبيع بهامش ربح بسيط لا يتجاوز ثلاثة ريالات في القطعة الواحدة. ويقول رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه عجلان العجلان، إن لديهم علماً بالعمالة المتجولة وبما يسوقونه من منتجات شركته، مشيراً إلى أن تلك المنتجات من أشمغة وملابس ليست مغشوشة أو مقلدة كما يظن البعض، لأننا حريصون على مراقبة المنتج وعلى إيجاد الأصلي في السوق. وبشأن انخفاض أسعار بضاعة هؤلاء الباعة، قال العجلان:"من الطبيعي أن تكون أسعارها منخفضة، كونها موديلات غير حديثة، وبعضها تكون ستوكات ومقاسات غير مطلوبة في السوق"، مشيراً إلى أن شركته طرحت في السوق موديلات عدة من الأشمغة وبأسعار مختلفة تتيح للمشتري حرية الاختيار، وتبدأ من 20 ريالاً، وصولاً إلى 500 ريال، وكلها ذات جودة عالية ومن خامات جيدة. وحول تأثير تلك البسطات في المحال، أوضح العجلان أن هؤلاء الباعة لا يؤثرون في مبيعات الأشمغة والملابس، كونهم لا يستحوذون إلا على واحد في المئة من مبيعات الأشمغة، التي تبلغ 6 ملايين شماغ سنوياً. من ناحيته، يقول البنغالي محيي الدين إن بضاعته من الملابس والأشمغة، التي يعرضها أمام المحال والمساجد تجد إقبالاً كبيراً من الزبائن، خصوصاً في أوقات المناسبات، مثل عيد الفطر. وأضاف:"أن الزائرين يشترون من أصحاب البسطات بأسعار منخفضة، إذ أقوم بشراء كمية كبيرة من أسواق الجملة، واكتفي بربح بسيط يتراوح بين ريالين وثلاثة ريالات في القطعة الواحدة، بعكس أصحاب المحال التجارية الذين يقومون برفع الأسعار، لتغطية تكاليف المحل والإيجارات التي يدفعونها". أما الهندي مجيب حسين، فيقول إنه يبيع في أماكن عدة، ويتنقل ببضاعته بين المساجد وأمام المحال الكبرى يومياً، بحثاً عن المشترين الذين يزداد عددهم أيام المواسم. وأرجع الإقبال على الشراء من البسطات إلى انخفاض الأسعار مقارنة بالمحال، إذ يبلغ سعر غالبية الأشمغة عنده نحو 25 ريالاً للشماغ الواحد، كما لا يتعدى سعر قطعة الملابس الداخلية خمسة ريالات، ويصف ربحه من البيع في البسطة بأنه"جيد جداً"، إذ يتراوح ما بين 450 و600 ريال في أيام المواسم، ويقل عن ذلك كثيراً خلال الأيام العادية. واختلفت آراء المواطنين حول تلك البسطات، وفي حين رأى البعض أنها انتشرت بسبب إهمال الجهات الرقابية في متابعتها، وأنها تعرض بضائع مقلدة، رأى آخرون أن سلعها أصلية وتوفر حاجات المستهلك بأسعار مخفضة. ويقول المواطن عبدالله السلمي إن ظاهرة الباعة المتجولين باتت منتشرة بكثرة هذه الأيام، بسبب إهمال الجهات الرقابية في متابعتهم، إذ أصبحت تلك العمالة تنتشر بشكل كبير وتخالف أنظمة الإقامة والعمل، وبعضها يقوم بغش المشترين، وتمرير بعض البضائع غير الصالحة والمقلدة على أنها بضائع أصلية وبأسعار منخفضة. واتفق معه المواطن صالح سعد، وقال إن بسطات الباعة باتت تشوّه المنظر العام للمدينة، وهي لا تراعي الذوق العام، والبعض من أصحاب هذه البسطات يعرقل حركة المرور في الطرق بتلك البسطات. وتساءل عن دور أمانة مدينة الرياض في مراقبة هؤلاء الذين لا يمكن السكوت عنهم. أما المواطن نوح المطيري فكان له رأي آخر، موضحاً أن أصحاب البسطات ليسوا كما يظن البعض بأنهم يروجون البضائع المغشوشة والمقلدة، بل على العكس من ذلك يبيعون بضائع جيدة. وأكد أن كثيراً من السلع التي يجدها لدى الباعة المتجولين هي سلع أصلية، ولا تختلف إطلاقاً عن السلع المعروضة في المحال التجارية الا في أسعارها المنخفضة، وأنه اشترى جميع مستلزمات عيد الفطر المبارك الماضي من تلك البسطات وبأسعار منخفضة.