تهرب مشاركون في ندوة حول"أدب الاعتراف"، بحسب الحضور، عن الخوض في نماذج عربية كتبت في هذا الأدب، خشية الحساسية، وبدلاً من ذلك لجأوا إلى الأدب الغربي، للتوقف عند أمثلة منه، الأمر الذي دفع الحضور إلى الاستغراب من تجاهل المحاضرين، للنماذج العربية الأدبية القديمة في"أدب الاعتراف". لكن القاصة ليلى الأحيدب بررت الموقف بقولها إن الثقافة الغربية"تشجع على الاعتراف، على عكس العربية والإسلامية التي تفضّل الستر". من جانب آخر، طغت أحداث غزة على الندوة التي نظمتها اللجنة النسائية في نادي الرياض الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، وشارك فيها الدكتور محمد القويزاني والدكتورة فوزية أبو خالد والشاعرة هدى الدغفق، إذ توقف الحضور دقيقة دعاء من أجل غزة، طالبت بها أبو خالد في مستهل ورقتها. وانتقد القويزاني في ورقة قارب فيها الاعتراف بين الفن والواقع، محاكمة الشاعر العشماوي لرواية"بنات الرياض"وقال إنه حولها"من عمل فني إلى اعترافات ماجنة. واستعرض نماذج غربية ك"اعترافات أوغسطيونس"كأول مثال حي، وكذلك سيرة توماس كوينسي الشهيرة"اعترافات مدمن أفيون". وحاولت أبو خالد تقديم ورقة مغايرة حملت بعداً سياسياً لهذا الأدب، بحديثها عن نموذج الشاعرة"سيلفيا بلاك"كونه يمثّل اعترافاً للفكر النسوي. وتلت قصيدة لبلاك عن أبيها، محاولة ربط علاقتها بابيها مع الصهيونية وصورة اليهودي. وعقبت أنه من الصعب حصر الاعتراف بالتطهير. وكشفت الدغفق في ورقة استعرضت فيها ظاهرة"أدب الاعتراف"وأهمية وظيفته الأدبية والاجتماعية عن مشروع كتاب لها في ذلك عن مذكرات مثقفة سعودية. كما تناولت علاقته بالسيرة الذاتية والسرد والشعر. وجاءت المداخلات أكثر غنى وحرّكت المحاضرة، إذ أشار الدكتور صالح الغامدي إلى كون الاعتراف احد وجوه السيرة الذاتية وليس جنساً قائماً بذاته. واستعرض الدكتور عبدالفتاح محمد وعبدالواحد اليحيائي نماذج عربية كثيرة من التراث العربي في أدب الاعتراف. فيما نبّه الدكتور سعد البازعي الى وجود صيغ أخرى له، من خلال الاحتجاج. وتساءلت الدكتورة عزيزة المانع عن المعيار الذي يجب أن نضعه لضبطه.