حذرت مسؤولة برنامج السلامة الغذائية في الإدارة العامة للصحة الوقائية في وزارة الصحة الدكتورة تماضر كردي من التساهل تجاه الأمراض"المنقولة بالغذاء"، التي تؤدي إلى مضاعفات تظهر بعد فترة من الإصابة بالمرض، وتختلف عن"التسمم الغذائي"، حيث يعد الأول حالة فردية فيما يوصف الأخير على حالتين وأكثر. ويشكل كبار السن والأطفال ما قبل سن المدرسة أكثر الحالات التي تصاب بالأمراض المنقولة بالغذاء لضعف الجهاز المناعي لديهم. وتعد الأمراض المعوية مرتفعة في الدول الخليجية. وتعاني الدول العربية غياب الدراسات المختصة في"الأمراض المنقولة بالغذاء"، ما دفعها إلى"اعتماد النسبة العالمية التي تقضي بوجود 350 حالة غير مبلغ عنها في مقابل حالة واحدة"، بحسب كردي، مضيفة أن"الدول العربية، بما فيها السعودية لم تجرِ أي دراسات في هذا الشأن"، وترى أن ذلك"عائد إلى الاعتقاد بأنها حالات فردية لا تستدعي البحث، إضافة إلى اعتبارها أعراضاً مرضية وتنتهي"، موضحة أن"ما يغيب هنا خطر، وبخاصة أن بعض الجراثيم والميكروبات المسببة للأمراض ربما تؤدي إلى إعاقات أو شلل أو وفاة الأجنة وإصابتها بالتشوه، وما يفاقم الأمر عدم وجود متابعة لها". وتذكر"ليس كل شخص يصاب بمرض منقول بالغذاء يتجه إلى المستشفى"، كما أن"الجهات المعنية لا تعرف إلا من يتوجه إلى المستشفى، وترسل عينات تحليلية إلى مديرية الشؤون الصحية لتسجيلها"، مضيفة أنه"يتم إجراء التقصي حول التسمم الغذائي فقط، فيما المرض المنقول بالغذاء لا يجرى حوله أي تحقيق كونه حالة فردية". وتوضح أن"مختبرات الصحة العامة معنية بهذا النوع من الأمراض، وتقوم عادة بتحليل المياه والأطعمة وأي عينة من البيئة"، مضيفة أن"المختبرات الصحية في حاجة إلى تعزيز، ليس فقط على مستوى المُعدّات المتوافرة أصلاً، وإنما على مستوى التأهيل ومعرفة طرق تحليل العينات". وتوضح أن"عادات تناول الطعام لها دور كبير في الإصابة بالمرض، سواء في المنزل أو المطعم"، مضيفة أن"ترك الطعام من دون حفظ، على سبيل المثال، يؤدي إلى نمو الجراثيم بالملايين في ساعات قليلة"، إضافة إلى أن"دول الخليج تضم جنسيات مختلفة، ولكل منها عادات في طرق تحضير الطعام أو تناوله، وأقل مثال هنا عادة غسل اليدين التي لا يتقيد بها كثير من القادمين من دول نامية وفقيرة لغياب هذه الثقافة"، إضافة إلى"طرق حفظ الطعام الطازج، خصوصاً في فصل الصيف حيث يكثر تنامي البكتريا". وتعتقد أن"المناهج التعليمية غائبة عن هذه المشكلة، كما أن الإعلام المرئي لا يؤدي دوره، وتعتمد الجهات المعنية على المطبوعات، وتكمن المشكلة في أن الناس لا يقرؤون". وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود مليوني نسمة يموتون سنوياً، معظمهم من الرضع والأطفال بسبب الإسهال الناجم عن الأغذية أو المياه، ويعاني في البلدان المتقدمة ما يقارب ثلث السكان من أمراض ناجمة عن الأغذية سنوياً، وتصيب الأمراض الجرثومية المنقولة بالأغذية ما يصل إلى 30 في المئة من السكان، وتقدر تكاليف علاجها في الولاياتالمتحدة الأميركية 37 مليون دولار.