حملت القمة العربية الاقتصادية في الكويت التي تختتم اليوم سيلاً من المفاجآت امس، بعدما شهدت عقب جلستها الافتتاحية مصالحة عربية - عربية. ووجه الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته أمام القمة نقداً حاداً الى"من حاولوا لعب الأدوار على حساب الشعب الفلسطيني"ولوما شديدا"الى من تاجر بمعاناة الشعب الفلسطيني واستهان بأرواح الشهداء ودماء الابناء، وامعن في شق الصف العربي وإضعافه". وجاءت كلمة الرئيس المصري صارمة حرص خلالها على استخدام عبارات محددة من دون تعميم، إذ أسهب في عرض الأدوار التي أدتها مصر من أجل القضية الفلسطينية وخصوصا في الشهور الأخيرة حيث تحدث عن جهود المصالحة بين الفصائل وطريقة التعاطي مع العدوان الإسرائيلي حتى تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتضمنت كلمة مبارك عبارات عكست إحساسه بالمرارة نتيجة للحملة السياسية والإعلامية على بلاده، واستنكر اختراق أطراف عربية النظام العربي وإقحام قوى إقليمية في القضايا العربية، في اشارة الى ايران. وظهر أن"محور الاعتدال"لم يتنازل منذ كلمة الافتتاح التي ألقاها أمير الكويت عن أي من ثوابته، إذ شدد الشيخ جابر على دعم المبادرة المصرية للتعامل مع تداعيات العدوان على غزة، ودعا إلى التمسك بالمبادرة العربية للسلام، في الوقت الذي كان الرئيس السوري بشار الأسد يجلس في جواره باعتباره رئيس القمة العربية الدورية. والقى الاسد كلمة كرر فيها مواقف سورية في شأن دعم نهج المقاومة وضرورة مراجعة عملية السلام وطالب القمة بإطلاق اسم"الكيان الارهابي"عند التعامل مع إسرائيل باعتبار أنها ارتكبت لسنوات جرائم إرهابية. ولوحظ أن الأسد لم يطلب من القمة درس قرارات قمة الدوحة التشاورية التي عقدت يوم الجمعة الماضي، واعتبر مصدر عربي شارك في القمة أن الرئيس السوري بدا وكأنه مكبل بموقعه كرئيس للقمة العربية الاعتيادية، فلم يضمن خطابه أي هجمات مباشرة أو غير مباشرة. ولوحظ أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني غادر القاعة قبل إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن كلمته. وكان الشيخ حمد أرسل بورقة إلى أمير الكويت بعد إلقاء مبارك كلمته، وفُهم انه يطلب الرد على الرئيس المصري، إلا أن الشيخ صباح لم يستجب طلبه بسبب قائمة المتحدثين الطويلة.