بعد موضوع الأسواق والمتنبي! وردني سؤال من القارئ: ع م ق د ل ج خ س ه من الرياض يقول فيه: يا شيخنا الفاضل المشاكس لقد قرأت بألم ما كتبته عن حال الأسواق ولقد تغاضيت عن أمر مهم ألا وهو أن الأجانب العزاب يدخلون السوق بلا رقيب ولا حسيب، أهذا يرضيك يا مولانا ان أحفاد ريتشارد قلب الأسد يدخلون السوق وأبو نواس لا؟! فأجبت بعد توفيق الله متنحنحاً: إن هذا الأمر لا يجوز"بتاتاً البتة مطلقاً"! فكيف يمنعون شباب هذا البلد المعطاء؟! لماذا يمنعونهم من السوق ويسمحون للأجانب العزاب بالدخول؟ فهذا والله مفسدة عظيمة، ويجب أن يُناصح فيها مديرو الأسواق وإلا ستقوم عليهم الحجة إذا لم ينتهوا عن هذا، ويحق لنا جلدهم قضاءً ونقول لهم: كش عليكم! بالمناسبة فإنني مشتهر بمواهب كثيرة لله دري بلحالي ومنها حل الصعوبات والمعضلات التي تنتشر في البلد مثل انتشار محال أبو ريالين، ذلك لأنني ببساطة مستشار في أحد الجهات! والمستشار لا يشار! ويشير في ما لا يستشار فيه، ولذلك فإنني رأيت حلولاً لمشكلة هؤلاء الأجانب الذين ينتهكون حرمة السوق! فهؤلاء لا يستطيع أحد منعهم لأن السيكورتي لو مد يده يمنع هؤلاء فمن الطبيعي أن ذلك الاجنبي سيسأل مستفسراً: واااي؟! وطبعاً كلنا نعلم مدى الخلفية الثقافية العظيمة لدى حراسنا الأشاوس، لذلك درءاً للمفاسد وحفاظاً على اللغة العربية من الانحلال، يؤذن لهم! كما يحكى أن لاعباً أراد محاجة أحد الحكام الأجانب في دورينا الأفضل"عالمياً"فقالوا له: يا هذا إن الحكم أجنبي لا يفهم ما تقول، فحينما انتهت المباراة توجه اللاعب إلى الحكم وهو يضمر في قلبه كلاماً"انكليزياً"فقال: واي واي واي.. هُما إدوك موني؟! وللعلم فهناك جزء مقطوع من سؤال السائل الذي يبرر فعلته قائلاً: ليكن دهننا في دقيقنا! وهذه تهمة باطلة وحجة فاسدة، فلا يوجد لنا دهن كي يكون في الدقيق! ثم اننا يجب أن نغير"عاداتنا الغذائية"فليكن دهننا في الطحين أو الجريش! فلذلك لا حرج أن يدور الأجنبي في السوق لتتعلق به معجبات"مهند"وليظهر جسمه المتناسق الذي يتعارض مع كروشنا، هذا غير السلسلة التي تظهر على عنقه والعيون الزرقاء والجينز الفاخر والقميص المفتوح و... ولينم أولئك"الحماة"ظناً منهم أن هؤلاء لا خوف عليهم! و"ما منهم شر"وكأن هؤلاء ليسوا برجال! ولا يعرفون أن يستخدموا البلوتوث حتى! بالمناسبة: هل أفرجوا عن أبي نواس؟! [email protected]