مكة أون لاين - السعودية في برنامج الثامنة الشهير مع الأستاذ داود الشريان الأسبوع الماضي كانت الحلقة مليئة بالفنتازيا رغم محاولة الأستاذ داود أن يختمها بتراجيديا صارخة متسائلة حارقة، الحلقة كانت تناقش موضوع منع الشباب من دخول المجمعات التجارية، ولا أعتقد أن قانونا تم تطبيقه بصرامة وقوة أكثر من موضوع دخول المجمعات التجارية، لكن يا للخيبة أو (يا فرحة ما تمت)، ف (الشيء) المطبق لم يكن «قانوناً»، إذن من أقنعنا طول هذه السنوات أن هناك قانوناً يمنع دخول الشباب إلى المجمعات؟ الحقيقة أننا (المواطنون العاديون) نعرف القانون عندما يقول لنا المسؤول إن هناك قانونا، أما أن نتجرأ ونسأل: (ممكن أقرأ التعميم /القانون/ النظام؟)، فذلك أمر دونه خرط القتاد، وهذا ما حدث بالضبط في (الشيء) الذي كان يمنع دخول الشباب الأسواق، فقد كان يعترضك (السيكورتي) ويمنعك من دخول السوق، وعندما تعترض فإنه يخبرك أن هذا (النظام)، وإذا لم تقتنع فإنه سيخبرك بأنه مضطر في هذه الحالة أن يستدعي لك (الهيئة)، وفي أحيان كثيرة فعلاً يستدعي لك الهيئة وبناء على (أسلوبك) معهم يتقرر هل سيكتفون بأن (توريهم عرض أكتافك) أو (تخاويهم على الجمس الشهير)، وبقية القصة معروفة لجميع الشباب بمن فيهم فرقة (أحب الصالحين ولست منهم)، المفاجأة المدوية هي ما قاله المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ تركي الشليل في برنامج الثامنة: (الهيئة هي أول من رحّب بقرار السماح بدخول الشباب للأسواق، مؤكداً أن الهيئة ليست لها علاقة بالسماح أو منع الشباب من دخول المجمعات التجارية، مشيراً إلى أن إدارة السوق والأمن هم المعنيون بذلك)، والحقيقة أنه إلى وقت قريب كانت الهيئة تمنع فعلاً، فإذ كان الأمر يرجع إلى إدارة السوق فعلاً - كما يقول الشيخ الشليل – فهل الهيئة مُلزمة بتطبيق تعليمات إدارة السوق، أم إن الهيئة مثلنا تماماً كانت (تعتقد) أن هناك قانوناً بالمنع، ولما تأكدت بأنه لا يوجد ما يمنع تركت هذا الأمر؟ ولعل أستاذنا الشليل يذكر تعميم أمير منطقة الرياض (في عام 2013) الأمير سطام بن عبدالعزيز – رحمه الله - بعدم منع الشبان العزاب من دخول الأسواق والمجمعات التجارية، والأمر البديهي أنه عندما يصدر قرار بعدم المنع فمعناه أنه صدر لإلغاء المنع، فقرار إلغاء المنع صدر بعد تشكيل لجنة ثلاثية كانت الهيئة أحد أعضائها، وطالبت اللجنة الجميع بمن فيهم الهيئة بتطبيق القرار، فهل كانت الهيئة تعمل بهذا القرار قبل صدوره؟! لا أخفي أنني حزين، ليس لأن العمر تقدم ولم تعد المجمعات التجارية جاذبة لي، فأنا منذ صباي أشعر بالضيق عند دخول السوق و»الصناعية» فلا فرق بينهما عندي، لكن حزني أن الشيء الوحيد الذي كنت أتباهى بتطبيقه لدينا لم يكن «قانونا» للأسف!