تشهد الأسواق التجارية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حراكاً كبيراً، وزيادة كبيرة في أعداد الزبائن الباحثين عن ما هو مميز وجديد، وعرضت المحال أكبر قدر من البضائع والأقمشة التقليدية ذات الألوان الزاهية والتطريزات اليدوية التي يتميز بها الزي النسائي السعودي، إضافة إلى الإكسسوارات المعدنية بتصاميمها القديمة التي تستهوي فئة معينة من الزبائن من محبي الفخامة والأصالة. وعلى رغم أن الأسواق مليئة بملابس ذات ماركات عالمية، إلا أن الطلب على الأزياء التراثية مازال كبيراً ومحتفظاً بخصوصيته وعراقته. وتقول ربة المنزل نوال الشهراني:"في كل عيد تجتمع عائلتنا ونرى تنافساً في لبس النساء للملابس التقليدية، خصوصاً من كبيرات السن إلى درجة شعوري بأن العيد تحول إلى"كرنفال وطني وشعبي". وأضافت:"هناك الكثير من أنواع الملابس التي تشتهر بها منطقة نجد، ودائماً ما نبحث عنها في الأسواق مثل"المرودن، والمجزع ، والدقلة النسائية ذات الأقمشة الفاخرة، وبعضها باهظ الثمن، وهي خاصة بمناسبات الزواج والحفلات". وأشارت إلى أن كل منطقة من مناطق المملكة تتميز بلباس شعبي معين مثل العسيري والجيزاني والحجازي، وتفضل بعض السيدات ارتدائها كنوع من التميز في العيد والاطلاع على تراث المملكة المختلف. ويقول صاحب أحد محال الملابس الشعبية أشرف عبدالرحيم إن 70 في المئة من مرتادي المحل وفروعه من الفئات العمرية الصغيرة التي تبدأ من 16 عاماً إلى 30 عاماً، مشيراً إلى أن النظرة التقليدية الخاصة باقتصار هذه"الجلابيات"على كبيرات السن تغيرت بشكل كبير. وذكر أن محاله تعرض بضاعة عند قدوم العيد وتطرح تشكيلات جديدة ترضي جميع الأذواق، وتتراوح الأسعار ما بين 700 و 1500 للقطعة الواحدة، ويتضاعف السعر مع الجلابيات التي تتضمن ملحقات أخرى مثل الشال والحذاء والإكسسوارات. وأشار إلى أن بعض المحال تقوم بتفصيل وتصميم أزياء شعبية مع إدخال بعض الخامات الحديثة والموديلات الجديدة عليها، موضحاً أن الأزياء الشعبية العالمية بدأت تنتشر بسبب زيادة الطلب عليها وما تتميز به من أشكال غير تقليدية مثل الزي الشعبي الهندي والصيني الباكستاني والآسيوي، كما ترغبة الفتيات، وخصوصاً الزي الهندي، إضافةً إلى الجلابيات الخليجية. وتقول أم نواف:"نلتزم بلبس الزي الشعبي في عيد الفطر وخصوصاً في اليوم الأول، ونأخذ بعض الأقمشة القديمة ونقوم بخياطتها على شكل أكياس صغيرة، وتتم تعبئتها بأنواع الحلويات والمكسرات الشعبية ومبلغ صغير من النقود من فئة الريال أو خمسة ريالات للأطفال". ويشير صالح الحمد صاحب محل ملابس تراثية:"خصصت جزءاً من المحل لبيع الجلابيات التي تلبسها بعض المشاهير والملكات، إذ نستورد الأقمشة وفق الطلبات، ونقوم بتفصيل الموديل المطلوب وبالألوان ذاتها وبأسعار مختلفة، وعملنا يتركز في هذا المجال عند قرب مواسم الأعياد. وتشهد الأسواق الشعبية تنوعاً كبيراً في البضاعة المحلية والعالمية، ويأخذ الأطفال نصيب الأسد من الاهتمام باعتبار أن العيد للأطفال. وتقول ربة المنزل أم ناصر:"الأطفال هم الفئة التي نسعى إلى أن نظهرهم بأجمل حلة في عيد الفطر المبارك، واخترت لهم هذا العام ملابس أطفال شعبية تخص الكبار ولكنها بمقاسات صغيرة، مع ارتداء العباءة الصغيرة الحجم وخصوصاً في اليوم الأول بعد صلاة العيد". وأضافت:"لبس"المخنق"للبنات والبشت والعقال المقصب للأولاد من الأزياء الوطنية المميزة، وكذلك لبس الثوب الإماراتي والعماني كتقليد سعودي أصيل".