أثار وجود الشاحنات المحملة بالرمال أو الصخور، غير المستوفية لشروط السلامة، حفيظة عدد من السائقين، الذين حذروا من خطورتها على سلامة بقية السيارات المارة بالطريق، مطالبين بردع السائقين المخالفين. وبحكم عمله في المنطقة الشرقية وسكن أسرته في محافظة خميس مشيط في جنوب المملكة، يضطر فهد الشمراني، إلى العبور في عدد من المناطق السعودية. ويقول:"ظاهرة الشاحنات المحملة بالرمال أو الكنكري، أو الحجارة، ولا يوجد ساتر عليها، يمنع من سقوط حمولتها في الشوارع، لاحظتها في كل المناطق التي أمر فيها أثناء تنقلاتي بين الشرقية وعسير"، مضيفاً ان"غالبية تلك الشاحنات من دون غطاء على سقفها يحمي الحمولة من التناثر والتساقط على الطريق، وتعريض أرواح الآخرين للخطر". ويستعرض الشهراني أسماء أشخاص يعرفهم تعرضوا لخسائر مادية أو تعرضت أرواحهم للخطر، وبعضهم فقد حياته، بسبب هذه الظاهرة، التي لم تعد مقتصرة على الطرق السريعة، إذ أصبحت ترصد حتى داخل المدن"من دون حسيب ولا رقيب، أو خوف من جانب السائقين من أي جهة ما ستقوم بمحاسبتهم". ولفت سعد الشمري المتجه إلى مدينة حائل، إلى ان"بعض أصحاب هؤلاء الشاحنات، عندما يقوم أحد المارة بتنبيهه إلى تساقط حصى أو رمل من الشاحنة، فإنه يقوم بمضايقته من خلال لف الشاحنة عليه، أو السرعة الزائدة لتتناثر أكبر كمية من الحمولة". وهو ما رصدته"الحياة"خلال جولة لها في شوارع محافظة النعيرية، إذ شاهدت شاحنة محملة بقطع من الحجر، حجم الواحدة منها يعادل كرة التنس، وهي تسير في شارع الملك عبد العزيز، نزولاً من الجسر، وعند الإشارة الضوئية تابعت"الحياة"المشهد، ونظرات أصحاب السيارات المارة لصاحب الشاحنة، التي تحركت باتجاه الإشارة الضوئية الثانية، وحاول بعض المارة تنبيه صاحب الشاحنة إلى تساقط أحجار من مؤخرة شاحنته وسقفها والفتحات التي يقوم بتفريغ الحمولة من جهتها، بيد ان السائق تجاهل جميع المارة، وسار بسرعة عالية كأنه يتعمد ان يتساقط المزيد من الأحجار من الحمولة. ويعزو منصور محمد الذي تابع المشهد، حال الاستهتار لدى هذا السائق وغيره من السائقين، إلى"عدم وجود رقابة عليهم، وإنزال عقوبات صارمة على من يقوم بهذه التصرفات، ولا يضع ساتراً يحول دون تساقط الحمولة من السيارة، ويمنع تعريض أرواح الآخرين للخطر، ووقوع خسائر مادية". ولفت فرحان الشمردل، إلى وجود ظواهر أكثر خطورة. وقال:"أشاهد الكثير من الشاحنات التي تنقل صخوراً من دون أشرعة تحمي تساقطها، بل أن هناك شاحنات لا توجد فيها أبواب خلفية تمنع تساقط الصخور والرمل لدى نقلهما من مكان لآخر، إذ أشاهد هذه الظاهرة في المدن وفي الطرقات الرئيسة عند إنشاء مشروع أو صيانة طريق". وذكر مرشد الشمري، أن هذه الظاهرة تزداد في المناطق التي تشهد نهضة عمرانية أو مشاريع تنموية، من إنشاء طرقات ومصانع وشركات وغيرها من المشاريع، وبخاصة أن هناك شركات ومؤسسات تتقيد بالشروط التي تفرضها عليها وزارة النقل، وأهمها الضوابط أثناء نقل الرمال والصخور من مكان لآخر، وحمايتها من تعريض الآخرين للخطر، بوضع أشرعة عليها، وفي المقابل"هناك شركات ومؤسسات لا تتقيد بهذا الضوابط. من جانبه، أوضح مصدر في مرور المنطقة الشرقية ل"الحياة"، ان"الشاحنات التي يتم ضبطها من جانب الدوريات المرورية أو دوريات أمن الطرق على الطرق السريعة، مخالفة لأنظمة التحميل، يتم إيقافها، وتصدر عقوبة في حق سائقها، وقد لا يسمح لها بالتحرك إلا في حال تصحيح وضعها، إذا كان في المخالفة خطر واضح على المارة أو المركبات الأخرى".