مثلت أول من أمس الأربعاء أمام محكمة فيديرالية أميركية في نيويورك الأفغانية المتخصصة في علم الأعصاب عافية صديقي 36 عاماً، بعد نقلها من أفغانستان الاثنين إلى نيويورك، لتواجه اتهاماً، بالشروع في قتل عملاء أميركيين، فيما تكتلت عائلتها وجماعات حقوق الإنسان في باكستان وبريطانيا والولايات المتحدة للتشكيك في صدقية الأقوال الأميركية بحقها. وأدى إعلان واشنطن عن اعتقالها ونقلها إلى نيويورك إلى إذكاء العداء للولايات المتحدة واندلاع تظاهرات في مدن باكستانية. وطبقاً لوثائق قضائية فإن عافية صديقي خريجة معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا احتجزت في 17 تموز يوليو الماضي على أيدي قوات الأمن الأفغانية مع ولدها البالغ من العمر 12 عاماً في محافظة غزني شرق أفغانستان، وعثر بحوزتها على كتاب"ترسانة الفوضوي"، ووصف لصروح أميركية، ومواد كيماوية. وتشير الوثائق إلى أنها سلمت في اليوم التالي إلى مسؤولي الاستخبارات والجيش الأميركي في أفغانستان. وتقول الشكوى ضدها إنها نجحت أثناء استجوابها على أيدي الأميركيين في انتزاع بندقية أحدهم، وهي من طراز"ام ? 4"وأطلقت منها طلقتين أخطأت هدفهما. فاضطر الجندي الأميركي إلى استخدام مسدسه فأصابها بجروح. لكن الشرطة الأفغانية ? طبقاً لوكالة رويترز - أفادت بأن الجنود الأميركيين طالبوا بتسليمهم المرأة الأفغانية، غير أن أفراد الشرطة الأفغان رفضوا فقام الأميركيون بنزع أسلحتهم لينقلوا العالمة الأفغانية إلى حراستهم، لكنهم أطلقوا النار عليها بدعوى أنها قد تهاجمهم بالمتفجرات التي ضبطت بحوزتها. بيد أن أفراد عائلة صديقي، خصوصاً شقيقتها فوزية صديقي، والصحافية البريطانية السابقة ييفون ريدلي، ومنظمات حقوقية في إسلام أباد تمسكوا بأن عافية ظلت أسيرة لدى الأميركيين منذ عام 2003، وأنها عُذبت في قاعدة باغرام الأميركية قرب كابول حيث كان المعتقلون يسمعون صرخات امرأة أضحت تعرف بينهم ب"سيدة باغرام الرمادية". وقالت ريدلي التي تحولت للدفاع عن حقوق الإنسان إن عافية صديقي تعرضت لاعتداءات جنسية في باغرام. ويتهم الأميركيون صديقي بأنها ابنة أخت خالد شيخ محمد الذي يزعمون أنه"العقل المدبر"لهجمات أيلول سبتمبر 2001، ويزعمون أنها جمعت أموالاً ل"القاعدة"ببيع مجوهرات ماسية في ليبيريا، وأنها استأجرت صندوقاً بريدياً في منطقة بوسطن لمصلحة أحد المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم"القاعدة".