أدلت باكستانية متهمة بإطلاق النار على محققين أمريكيين كانوا يستجوبونها في أفغانستان بشهادتها أمام محكمة تنظر قضيتها وقالت إنها حاولت الهرب لانها كانت تخشى نقلها إلى "سجن سري" آخر. وتتهم عافية صدّيقي (37 عاما) بانتزاع بندقية ضابط صف أمريكي أثناء احتجازها للاستجواب قبل عام ونصف بإقليم غزنة الافغاني وإطلاق النار على أفراد من مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي وآخرين من الجيش الامريكي بينما كانوا يحاولون تقييدها. ولم يصب أي منهم لكن صديقي التي تتهمها الحكومة الامريكية بأن لها صلات بالقاعدة تعرضت لاطلاق نار وهي متهمة بالشروع في القتل وبالاعتداء وبجرائم أخرى واذا ادينت فقد تعاقب بالسجن مدى الحياة. ووقفت صديقي خلف منصة الشهود وقالت إنها كانت يوم الواقعة تخشى أن يكون جنود أمريكيون يستعدون لنقلها إلى سجن سري آخر وحاولت التسلل هربا من غرفة التحقيق. ونفت إطلاقها النار على اي شخص. وقالت صديقي التي أدلت بشهادتها: "هذه هي أكبر مزحة.. كنت أخشى نقلي إلى سجن سري آخر." وتثير القضية أسئلة ربما قد لا تطرح أبدا في المحكمة. هل كانت صديقي محتجزة في سجن سري أمريكي كما تقول؟ أين ولداها الصغيران؟ هل هناك صلات تربطها بتنظيم القاعدة؟ وقال أحد المحامين الاصليين لصديقي في 2008 "نعتقد أن هذه المرأة خطفت مع أطفالها في مطلع عام 2003 وأن سلطات باكستانية أو أمريكيين أبقتها رهن الاحتجاز في احد أماكنها المظلمة." وتركز القضية التي بدأت الاسبوع الماضي في محكمة مانهاتن الاتحادية على واقعة إطلاق النار نفسها ولا تقبل أدلة عن الفترة التي سبقت الواقعة. وتقول عائلة صديقي وجماعات لحقوق الانسان إن صديقي اختفت هي وأطفالها الثلاثة بميناء كراتشيالباكستاني عام 2003 حيث كانت تعيش هناك. وتعتقد الجماعات أن صديقي احتجزت في باجرام وهي القاعدة الامريكية الرئيسية بدولة أفغانستان المجاورة وأنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب. وتضيف أن صديقي ظهرت مرة أخرى منتصف عام 2008 عندما اعتقلت مع ابنها الاكبر وهو الان مراهق بالقرب من منشأة تابعة للشرطة الافغانية في غزنة. ويعيش هذا الابن حاليا مع شقيقة صديقي في باكستان. ولا يعرف مكان طفليها الاخرين. لكن للحكومة الامريكية رواية أخرى للقضية اذ وصف فرد في مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي صديقي عام 2004 بأنها "ناشطة للقاعدة تقوم بأعمال تسهيل وتمثل خطرا واضحا وقائما على أمريكا." وقال شهود وقت اعتقالها في 2008 إن صديقي كانت تحمل عبوات بها مواد كيماوية غير معروفة وملاحظات مكتوبة تشير إلى هجمات توقع عددا كبيرا من الخسائر ومعالم شهيرة في نيويورك مثل مبنى امباير ستيت ووول ستريت. وبمواجهتها بالملاحظات المكتوبة قيد الفحص قالت صديقي إنه لا يمكنها الجزم بأنها هي التي كتبتها لكنها نفت علمها بكيفية صنع قنبلة. وردا على سؤال حول تلقيها تدريبا حول الاستخدام الامن للمسدس في التسعينيات قالت صديقي إنها لا تتذكر هذا الامر.