بدأت أسعار الروبيان في الانخفاض في أسواق المنطقة الشرقية والرياض مع عودة القوارب محملة بالروبيان إلى أسواق القطيفوالدماموالجبيل، قادمة من مواقع الأسراب الصغيرة، في انتظار القوارب الكبيرة التي من المتوقع وصولها اليوم من مواقع الصيد الكبيرة في الخليج بالقرب من منطقتي"منفيا، والخفجي"، التي تبعد عن الدمام نحو 13 ساعة. وكانت المراكب انطلقت فجر الجمعة الماضي في أول يوم في موسم صيد الروبيان في المياه الإقليمية والاقتصادية السعودية في الخليج، وتمتد فترة الصيد ستة أشهر. وقال صيادون إن عملية دخول المراكب بدأت قبل إشراقة شمس يوم الجمعة الماضي، إذ سبقتها مرحلة إعداد استمرت نحو ثلاثة أسابيع، لاستكمال كل الإجراءات القانونية، وتتنوع المراكب بحسب حجمها، فمنها الصغير الذي يورد إلى السوق يومياً، ومنها المتوسط الذي يعتمد عليه بنسبة كبيرة في التوريد، وتستغرق رحلته بين يومين وثلاثة أيام، بينما تقوم المراكب الكبيرة برحلة طويلة تستمر بين ستة وسبعة أيام، بعدها تعود محملة بما صادته، ومن حمولتها يتضح وضع الموسم. وأبدى الصيادون تفاؤلاً بموسم الصيد، متمنين أن يكون على غرار العام الماضي، إذ بقي الصيد طوال فترة السماح، إلا أنهم أكّدوا أنه من السابق لأوانه الحكم على الموسم. ويمضي صيادو المراكب الصغيرة إلى المصائد القريبة من القطيفوتاروت وصفوى إلى الجبيل، وكذلك إلى الهاف مون في رحلات قصيرة يستمر بعضها 12 ساعة، يعودون بعدها إلى توريد ما لديهم إلى المزاد الذي يُقام مرتين يومياً في القطيف، ويمضون في اتجاه مواقع معروفة لديهم، ابتداءً من شمال الخليج، الذي يتكاثر فيه الروبيان، وبعد ذلك يتحولون باتجاه الجنوب تدريجياً. وتوقع عبدالله المعتوق صياد أن تتفاوت الأسعار تبعاً للحجم والعرض والطلب، وأن تكون مقاربة للأسعار في العام الماضي، مشيراً إلى أن الأسعار تتأثر بتقديرات حجم الموسم في البداية، وتعتبر أسعار الروبيان في الفترة الأولى، إذ تورد إلى السوق كميات كبيرة منه، رخيصة مقارنة بالفترة التي سبقت الموسم، كونه متوافراً بشكل قليل. وأضاف أن سعر المن الواحد للحجم الكبير يتراوح بين 300 و500 ريال للمن، أما بالنسبة إلى الحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة تتجاوز 50 في المئة، وسرعان ما تتهاوى الأسعار بعد مرور أيام عدة إلى أكثر من 60 في المئة. ويعد الروبيان من الأحياء البحرية المهمة اقتصادياً في السعودية، لقيمته الغذائية العالية وارتفاع أثمانه، إذ يُحقق مدخولاً مرضياً للمستثمرين، ما حدا بدول مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي والأسواق الأميركية إلى استيراده من المملكة. وهناك أنواع من الروبيان المستوطنة في السعودية وهي بحسب أهميتها: روبيان أم نعيرة"جمبري مخطط"وهو النوع السائد في دول الخليج والبحر الأحمر، وروبيان شحامية، وروبيان"الشحامية الخشن"، وروبيان الأبيض"الجمبري الهندي"، والروبيان النمراني الأسود"الجمبري العملاق". كما توجد أنواع أخرى بنسب قليلة جداً مثل روبيان اليابان. وتشكل المصائد البحرية المصدر الرئيسي للحصول على الروبيان في المملكة، إضافة إلى الاستزراع السمكي. ويوجد الروبيان في ثلاث مناطق في البحر الأحمر هي: جازان والقنفذة والخريبة، أما في الخليج العربي فيوجد بشكل رئيسي في شماله، مثل الجبيل والسفانية وجنوب الخليج العربي من جنوبالجبيل إلى منفذ سلوى على الحدود القطرية، وأهم مناطقها تاروتوالقطيف وصفوى. ويقدر حجم التداول اليومي في سوق الأسماك في القطيف بنحو170 طناً من الأسماك والروبيان، وهي إحدى أكبر الأسواق في الشرق الأوسط، ويمثل الإنتاج المحلي 70 في المئة من كميات الأسماك المتداولة. يذكر أن حجم سوق الروبيان في السعودية بحسب إحصاءات الثروة السمكية العام الماضي يقدر بنحو 7 آلاف طن سنوياً. ويعتبر الكثير من الصيادين أن لقرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر للسماح ومثلها للمنع، دوراً فاعلاً في زيادة أحجام الروبيان، على رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية.