انخفضت أسعار الروبيان في أسواق المنطقتين الشرقية والرياض، بنسب تصل إلى 70 في المئة، مع عودة مئات القوارب محملة بالروبيان إلى أسواق القطيف، والدمام، والجبيل، قادمة من مواقع الأسراب الكبيرة في الخليج بالقرب من منفيا، والخفجي، التي تبعد عن الدمام مسافة تستغرق نحو 13 ساعة، وكانت انطلقت يوم الأربعاء الماضي في أول يوم من أيام موسم صيد الربيان في المياه الإقليمية والاقتصادية السعودية، التي تمتد فترة الصيد ستة أشهر. وذكر صيادون أن عملية دخول المراكب بدأت قبل إشراقة شمس يوم الأربعاء الماضي، حيث سبقتها مرحلة إعداد استمرت نحو أسبوعين، لاستكمال الإجراءات القانونية كافة، وتتنوع المراكب بحسب حجمها فمنها الصغير الذي يورد إلى السوق يومياً، ومنها المتوسط والذي يعتمد عليه بنسبة كبيرة في التوريد، وتستغرق رحلته بين يومين وثلاثة أيام، بينما تقوم المراكب الكبيرة برحلة طويلة تستمر بين ستة وسبعة أيام، بعدها تعود محملة بما صادته، ومن حمولتها يتضح وضع الموسم. ويمضي صيادو المراكب الصغيرة إلى المصائد القريبة من القطيفوتاروت وصفوى إلى الجبيل وكذلك إلى"الهاف مون"في رحلات قصيرة يستمر بعضها 12 ساعة يعودون بعدها إلى توريد ما لديهم إلى المزاد الذي يقام مرتين في اليوم في القطيف، وقال الصياد أحمد الشرفا إن هؤلاء يمضون في اتجاه مواقع معروفة لديهم، ابتداء من شمالي الخليج، الذي يتكاثر فيه الروبيان، وبعد ذلك يتحولون باتجاه الجنوب تدريجياً. وقال إن أسعار الروبيان تختلف تبعاً للحجم والعرض والطلب، وتتأثر الأسعار بتقديرات حجم الموسم وتعتبر أسعار الروبيان - في الفترة الأولى حيث تورد إلى السوق كميات كبيرة منه - رخيصة مقارنة بالفترة التي سبقت الموسم، لكونه متوافر بشكل قليل، ويتراوح سعر المن الواحد للحجم الكبير بين 300 و 500 ريال، أما بالنسبة للحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة تتجاوز 50 في المئة، وسرعان ما تتهاوى الأسعار بعد مرور أيام عدة إلى أكثر من 70 في المئة. ويعد الروبيان من الأحياء البحرية المهمة اقتصادياً في السعودية لقيمته الغذائية العالية وارتفاع أثمانه، حيث يحقق مدخولاً مرضياً للمستثمرين فيه، وهو ما حدا بدول مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي والأسواق الأميركية لاستيراده من المملكة. وهناك أنواع من الروبيان المستوطنة في السعودية، وهي بحسب أهميتها: روبيان أم نعيرة"جمبري مخطط"، وهو النوع السائد في الخليج العربية والبحر الأحمر، وروبيان شحامية، وروبيان"الشحامية الخشن"، وربيان الأبيض"الجمبري الهندي"، والربيان النمراني الأسود"الجمبري العملاق". كما توجد أنواع أخرى بنسب قليلة جداً مثل ربيان اليابان. ومن مصادر الحصول على الروبيان في المملكة طريقان: المصائد البحرية، ويوجد الروبيان في ثلاث مناطق في البحر الأحمر، وهي جازان والقنفذة والخريبة بشمال البحر الأحمر، أما في الخليج العربي فيوجد بشكل رئيسي في شمال الخليج العربي، ومنها الجبيل والسفانية وجنوب الخليج العربي من جنوبالجبيل إلى منفذ سلوى على الحدود القطرية، وأهم مناطقها تاروتوالقطيف وصفوى. والطريقة الثانية: الاستزراع السمكي حيث تملك السعودية بحكم موقعها الجغرافي الكثير من المقومات الناجحة لمزاولة الاستزراع السمكي، سواء للأسماك أم الربيان والنوع السائد استزراعه في المملكة وهو الربيان الأبيض أو الهندي وينم هذا النوع في المياه المالحة، ويمكن استزراعه في البرك حتى يصل وزنه إلى 30 كغم أو أكثر، وتعتبر بيئة البحر الأحمر بيئة مثالية لمثل هذه المشاريع حيث المياه النظيفة الخالية من التلوث وارتفاع معدل الملوحة، وهو ما يدرأ العديد من الأمراض ويعطي الإنتاج نكهة مفضلة للتسويق، ويعتمد نجاح تربية الروبيان على نوعية الغذاء وطريقة التغذية لما له من تأثير في النمو وفي أنظمة التربية شبه المكثفة يشكل الغذاء المقدم للروبيان نسبة قدرها بين 50 و80 في المئة، فيما يشكل الغذاء الطبيعي المتوافر في البرك بين 20 و50 في المئة وغذاء الروبيان مصنعاً على هيئة حبيبات مكونة من عناصر طبيعية مثل بودرة السمك ومعادن وفيتامينات لإنتاج مختلفة التركيبات الغذائية الخاصة بالربيان متماثل غذائه الطبيعي. وللروبيان أهمية اقتصادية كبيرة حيث يشكل الروبيان مورداً اقتصادياً مهماً، إضافة إلى أهمية الغذائية فهو يعتبر من أغلى المنتجات البحري ثمناً ويحظى بطلب من المستهلكين محلياً وعالمياً، لذلك تعتبر عوائده الاقتصادية مجزية سواء للصيادين أم المزارعين. يذكر ان حجم سوق الروبيان في السعودية بحسب إحصاءات الثروة السمكية العام الماضي يقدر بنحو 7 آلاف طن سنوياً، ويعتبر الكثير من الصيادين ان لقرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر للسماح ومثلها للمنع دوراً فاعلاً في زيادة أحجام الروبيان، على رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية. ويقدر حجم التداول اليومي في سوق الأسماك في القطيف 170 طناً من الأسماك والروبيان، وهي إحدى اكبر الأسواق في الشرق الأوسط، ويمثل الإنتاج المحلي 70 في المئة من كميات الأسماك المتداولة. وقامت وزارة الزراعة ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية في الشرقية قبل موسم فسح الصيد بإصدار التصاريح الخاصة بصيد الروبيان للصيادين، بعد إعلامهم بالاشتراطات التي تتطلبها عملية الصيد وفي مقدمها أنواع الأشباك المسموح استخدامها والأنواع غير المصرح بها، وكذلك طرق الصيد السليمة. وكان الصيادون أبدوا ارتياحهم لقيام مركز أبحاث الثروة السمكية، في استقبال كل معاملات تصاريح صيد الروبيان قبل بدء الموسم بفترة كافية، وأصدر أكثر من 600 تصريح لقوارب كبيرة، وهو ما أسهم في تخفيف الضغط على المركز، وأنهى المعاملات قبل بدء انطلاقة الموسم بنحو أسبوع تقريباً، وأعطى فرصة كافية للصيادين تجهيز مراكبهم والانطلاق نحو عرض البحر في الموعد المحدد.