تتوقف اليوم مئات القوارب عن تزويد أسواق المنطقة الشرقية بالروبيان مع انتهاء فترة موسم الصيد في الخليج العربي التي بدأت في أول آب (أغسطس) من العام الماضي، وانتهت أمس، وبالتالي يكون آخر موعد لتنزيل الروبيان من المراكب الخاصة بصيد الروبيان نهاية أمس، فيما توقع صيادون أن تبدأ أسعار الأسماك في الأسبوع المقبل بالانخفاض مع توجه المراكب إلى صيدها بدل الروبيان. ووصلت مساء أمس إلى أسواق القطيفوالدماموالجبيل آخر القوارب محملة بما صادته من الروبيان، قادمة من مواقع الأسراب الكبيرة في الخليج بالقرب من منفيا، والخفجي، التي تبعد عن الدمام نحو 13 ساعة. ويمضي صيادو المراكب الصغيرة إلى المصائد القريبة من القطيف وتاروت وصفوى إلى الجبيل، وكذلك إلى الهاف مون في رحلات قصيرة يستمر بعضها 12 ساعة يعودون بعدها إلى توريد ما لديهم إلى المزاد اليومي الذي يقام مرتين في اليوم في القطيف. وقال الصياد أحمد الشرفا إن هؤلاء يمضون في اتجاه مواقع معروفة لديهم، ابتداءً من شمالي الخليج، الذي يتكاثر فيه الروبيان، وبعد ذلك يتحولون باتجاه الجنوب تدريجياً. وقد شهدت الأسواق في الأسبوعين الماضيين ورود روبيان صغير وبأسعار منخفضة. وعادت أسعار الروبيان في الشهرين الماضيين إلى الارتفاع بعد أن شهدت انخفاضاً كبيراً في الأسعار بداية الموسم وصل إلى 70 في المئة، وتمتد فترة الصيد 6 أشهر، يبدأ فيها الموسم قوياً ثم تتقلص الكميات حتى نهاية الموسم. وأشار الشرفا إلى أن أسعار الروبيان اختلفت في هذا الموسم تبعاً للحجم والعرض والطلب، موضحاً أن الأسعار تتأثر بتقديرات حجم الموسم، وتعتبر أسعار الروبيان في الفترة الأولى، إذ تورد إلى السوق كميات كبيرة منه رخيصة مقارنة بالفترة التي سبقت الموسم، كونه متوافراً بشكل قليل، مضيفاً «تراوح سعر المن الواحد للحجم الكبير بين 300 و 500 ريال للمن، أما بالنسبة للحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة 50 في المئة، وسرعان ما تتهاوى الأسعار بعد مرور أيام عدة»، مؤكداً «أن الطلب الكبير على السوق جعل أسعار الروبيان ترتفع عن الموسم الماضي بنحو 30 في المئة، وهذا كان متوقعاً، بسبب زيادة السكان وعدم نمو كميات الصيد لتضرر المصائد في الخليج بسبب الردم والصيد الجائر». من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الزراعية والسمكية في غرفة الشرقية نائب رئيس جمعية الصيادين في الشرقية جعفر الصفواني ل «الحياة» أن حجم الصيد من الروبيان نقص عن العام الماضي بنحو 40 في المئة، مشيراً إلى أن الصيادين يجمعون على أن موسم الروبيان لهذا العام كان من أسوأ المواسم خلال ال20 سنة الماضية، وأن الأسواق ظلت تعاني من نقص في كميات الروبيان والأسماك وأحجامها. وقال إننا مقبلون خلال السنوات المقبلة على أزمة حقيقية في مخزون الروبيان والأسماك، مؤكداً أن خبراء الصيادين من الذين قضوا أكثر من 50 سنة في مهنة الصيد يرون أن أوضاع الصيد تزداد سوءاً عاماً بعد آخر، مرجعين السبب إلى القضاء على المرابي الأسماك والروبيان على شواطئ الخليج الممتدة من بحر العزيزية إلى رأس تنورة، وتنضم لها المناطق من الجبيل إلى الخفجي. وأضاف أن تدمير أشجار القرم، وعمليات دفن الشواطئ المستمرة ستؤدي إلى القضاء على الثروة السمكية الاقتصادية في شواطئ المملكة في الخليج العربي خلال 10 سنوات فقط، وبخاصة أن دول الخليج الأخرى التي تعاني من المشكلة نفسها تقريباً، أخذت قرارات شجاعة بوقف جميع أنواع دفن البحر. وأبدى صيادو أسماك في منطقتي القطيفوالدمام مخاوفهم من قيام دول الخليج بمنع صيد الأسماك والروبيان خلال السنوات المقبلة إلى فترة طويلة خلال السنة من اجل الحفاظ على هذه المادة الغذائية في الخليج. وذكر عبدالله المغلق (صياد) أن حجم التجارة في الأسماك تزداد سنوياً، وينتقل من المنطقة الشرقية إلى المناطق الأخرى، موضحاً أن زيادة استهلاك الأسماك في المناطق الداخلية كمنطقتي الرياض والقصيم يؤثر في حجم الصيد في الخليج من خلال زيادة عمليات الصفقات التجارية التي تتم مع الشركات الكبيرة أو كبار الصيادين لزيادة كميات التوريد. يذكر أن موسم صيد الروبيان في المياه الإقليمية والاقتصادية السعودية في البحر الأحمر بدأ يوم واحد أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، وينتهي بنهاية يوم 31 آذار (مارس) المقبل. يذكر أن حجم سوق الروبيان في السوق السعودية بحسب إحصاءات سابقة ل «الثروة السمكية» يقدر بنحو 7 آلاف طن سنوياً، ويعتبر الكثير من الصيادين ان لقرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر للسماح ومثلها للمنع دوراً فاعلاً في زيادة أحجام الروبيان، على رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية. ويقدر حجم التداول اليومي في سوق الأسماك في القطيف ب170 طناً من الأسماك والروبيان، وهو أحد اكبر الأسواق في الشرق الأوسط، ويمثل الإنتاج المحلي 70 في المئة من كميات الأسماك المتداولة.