حقق مسافرون من السعودية إلى البحرين، عبر منفذ جسر الملك فهد، أرقاماً قياسية في ساعات الانتظار، خلال الأيام الأربعة الماضية، لم تسجل منذ بدء الإجازة الصيفية الجارية، إذ تحول الجسر إلى مسرح للتوتر والقلق، بعد أن تجاوز انتظار البعض لختم جوازات العبور، نحو أربع ساعات. فيما تشير إحصاءات مبدئية، بحسب مصادر في الجسر، إلى تجاوز أعداد المسافرين عبر مساراته ال13، نحو 60 ألف مسافر في اليوم الواحد، ووصلت طوابير السيارات إلى مسافة ثلاثة كيلومترات. وعزا مدير الجوازات في جسر الملك فهد المقدم سامي الرشيد، في تصريح ل"الحياة"، أمس، طوابير الانتظار الكبيرة إلى ثلاثة أسباب، هي تزامن صدور رواتب الموظفين في السعودية بحسب التقويمين الهجري والميلادي، أواخر الأسبوع الماضي. أما السبب الثاني فكان العطلة الصيفية لمواطني السعودية، ودول الخليج الأخرى، خصوصاً قطر والكويت. والثالث بطء أداء إنهاء إجراءات السفر في الجانب البحريني"، نافياً أن تكون من أسباب التأخير"أعطال فنية"، موضحاً أن"المسارات ال13، كانت تعمل جميعها في شكل منتظم". إلا أن المسافر خالد المرشد، أكد تعطل الأنظمة لأكثر من مرة،"فخلال كل نصف ساعة يتوقف طابور السيارات من دون حركة، ثم يعاود السير، في دلالة على أعطال في كبائن الجوازات والجمارك". وطال الإرهاق والتعب عدداً من العوائل، التي ترجل بعضها من السيارات، لفك حال الاختناق داخلها، فيما تعطلت العديد من السيارات، إذ باتت مشاهد فتح وإغلاق أغطية المحركات متكررة، بسبب ارتفاع حرارة المحرك لعدد من مركبات المسافرين. واستخدم البعض الأبواق في شكل مزعج ومتكرر، في محاولة يائسة لتحريك طوابير السيارات. ويقول المسافر إبراهيم محمد:"إن زحمة الجسر أفسدت عليّ وعلى زوجتي، فرصة الاستمتاع بالإجازة الأسبوعية، خصوصاً أنني انتظرت لأكثر من ثلاث ساعات حتى أعبر المنفذ". وبات آخرون يصطادون مواعيد مختلفة للسفر إلى البحرين، ربما لا تكون بحسبان البعض، كالسفر بعد صلاة الفجر مباشرة، وأثناء طلوع الشمس حتى أوقات الظهيرة، قبل أن يحين موعد العصر، وتبدأ أفواج المسافرين الشبان، بالتوجه إلى هناك. وتساءل المراقبون عن مصير الريالات ال20 التي تقبض من المسافرين قبل ولوج الجسر، إذ إن الإيرادات المالية، بحسب مصادر في المؤسسة تحدثت ل"الحياة"، تقدر كل عام بين 120 إلى مئتي مليون، إلا أن الدهشة والاستغراب ظهرت في وجوه المسافرين خصوصاً أنهم لا يرون عائداً إيجابياً مقابل المبالغ الكبيرة، فالمؤسسة لم تخصم ريالاً واحداً من رسوم الدخول على المسافرين منذ إنشائه قبل 21 عاماً. إلى ذلك، أعلنت المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، في بيان أصدرته أمس، عن"بدء أعمال التوسعة في مناطق الإجراءات في كلا الجانبين خلال العام الجاري، بعد أن اعتمدها مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك فهد". وكشفت المؤسسة في بيانها، أنه"تمت ترسية مشروع توسعة مناطق الإجراءات في الجانب السعودي على الشركة المتحدة للمقاولات، بقيمة تبلغ نحو 15 مليون ريال، وذلك لرفع الطاقة الاستيعابية لمنطقتي المغادرة إلى 18 مساراً بدلاً من ال13 الحالية، والقدوم إلى 17 مساراً بدلاً من المسارات العشرة الحالية"، موضحة أن أعمال المشروع"ستشمل توسعة الساحات ومناطق الإجراءات في المغادرة، ونهاية منطقة الجمارك في القدوم، وإنشاء كبائن تطبيق جوازات النساء من دون الحاجة لنزولهن من المركبات، بهدف التقليل من فترات الانتظار، وتحسين انسيابية المركبات". وتوقعت المؤسسة تنفيذ المشروع خلال ثمانية أشهر"، لافتة إلى أنه"سيتم خلال الفترة المقبلة، توسعة مناطق الإجراءات في الجانب البحريني، لتتواكب مع التوسعة التي سيتم تنفيذها في الجانب السعودي".