سجلت اسعار التمور في اسواق الرياض مع بداية موسم هذا العام ومع قرب بدء شهر رمضان المبارك ارتفاعات قياسية، تجاوزت 25 في المئة لبعض انواع التمور مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب قلة المعروض وارتفاع الطلب، كما ذكر عدد من البائعين والمستهلكين، وسط توقعات بأن تصل المبيعات في الأسواق المخصصة للتمور، خلال الأشهر المقبلة، إلى اكثر من بليوني ريال. وقال احد البائعين في سوق عتيقة جنوبالرياض سليمان عبدالرحمن ان الكميات المتوافرة في السوق محدودة جداً، خصوصاً ان موسم جني التمور في بدايته، اضافة الى ان هناك اقبالاً كبيراً وطلباً مرتفعاً عليه قبل بدء شهر الصوم، ما اسهم في ارتفاع بعض انواع التمور خصوصاً السكري"المعد للكنز"اذ يتجه كثير من المستهلكين الى شراء كميات كبيرة منه ما رفع سعره الى اكثر من 40 ريالاً للكيلو الواحد مقارنة بنحو 25 ريالاً الموسم الماضي. وتوقع ان تشهد الاسابيع المقبلة تراجعاً في الاسعار خصوصاً ان الكميات المتوقع طرحها في السوق ستزيد على حجم الطلب في ظل ان كثيراً من المزارع في منطقة القصيم والخرج لم تبدأ في جني ثمارها حتى الآن. وبيّن ان انواع التمور الاخرى مثل البرحي والخلاص ونبوت السيف وبعض الأنواع الاخرى تشهد استقراراً في اسعارها، خصوصاً ان الكثير منها متوافر بشكل مناسب على رغم عدم جودة تلك الأنواع الموجودة في محال الخضار في داخل الاحياء السكنية. ولفت الى ان كثيراً من المستهلكين يلجأون الى كنز كميات كبيرة من التمور في ثلاجات خاصة لاستهلاكها في شهر رمضان وعند الحاجة خوفاً من عدم توافر تمور في المرحلة المقبلة بكميات مناسبة، نظراً للجفاف الذي تشهده المملكة هذا العام. من جهته، قال البائع محمد الدوسري ان كميات التمور الموجودة في السوق لا تعكس انتاج المملكة من هذا المحصول، خصوصاً ان موسم جني التمور ما زال في بدايته، متوقعاً ان يشهد شهر رمضان طرح كميات كبيرة مما سيسهم في تراجع الاسعار بما لا يقل عن 20 في المئة، خصوصاً ان الكثير من المنتجين يتجهون الى طرح كميات كبيرة مع مطلع الاسبوع المقبل الذي يتوافق مع بداية شهر رمضان المبارك، إذ من المتوقع أن يتجاوز حجم مبيعات التمور خلال الأشهر المقبلة بليوني ريال، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين يعملون على تخزين كميات كبيرة في موسم الجني للاستهلاك عند الحاجة. وبيّن أن كثيراً من مناطق المملكة التي تزرع النخيل تعاني من شح في المياه، لذلك يتوقع أن تكون كميات التمور المنتجة منها محدودة، خصوصاً بيشة والمدينة المنورة ووادي الدواسر ونجران. ولفت الدوسري إلى أن هناك كميات من التمور من الموسم الماضي يتم طرحها في السوق وبأسعار مناسبة جداً، إلا أن الكثير من المستهلكين يرفضون شراءها، لأنهم يبحثون عن إنتاج موسم هذا العام، مشيراً إلى أن هناك فئة من الناس تتجه إلى شراء مثل تلك التمور وتوزيعها على الفقراء والمساكين، سواء بواسطة الجمعيات الخيرية أم من خلال معرفته المباشرة بهذه الفئات. من جهته، يقول إبراهيم القحطاني أحد المستهلكين إن منتج التمور مرتبط بشكل كبير بشهر رمضان، على رغم أن السعوديين خصوصاً والخليجيين عموماً لا تخلو بيوتهم طوال العام من التمور، بسبب ارتباطها بالقهوة التي تقدم للضيوف، لافتاً إلى أن هناك أنواعاً من التمور تشهد طلباً كبيراً من المستهلكين مثل السكري والخلاص الملكي ونبوت السيف، إذ تشهد أسعارها ارتفاعاً كبيراً يتجاوز 40 ريالاً للكيلو الواحد. وأوضح أن الكميات الموجودة في السوق حالياً محدودة وذات جودة محدودة، على رغم ارتفاع أسعارها إلا أن الكثير من المستهلكين متخوفون من عدم توافر كميات جيدة في الأسابيع المقبلة، إضافة إلى تخوفهم من ارتفاع الأسعار مثل السلع الأخرى، خصوصاً ان التوقعات تشير إلى أن أواخر شهر رمضان، ستشهد جنياً وعرضاً حقيقياً للتمور في الأسواق السعودية. وطالب الجهات المختصة بمراقبة السوق والأسعار نظراً إلى استغلال كثير من البائعين جهل بعض المستهلكين وبيعهم تموراً من الموسم الماضي أو تموراً مخلوطة وغير جيدة. وتشير التوقعات إلى أن إنتاج السعودية من التمور سيصل في عام 2010 إلى مليون طن، حيث توجد في السعودية 21 مليون نخلة يبلغ إنتاجها الحالي نحو 884 ألف طن من التمر. وتعد السعودية أكثر الدول إنتاجاً للتمور في العالم بجانب دول أخرى مثل إيران والعراق ومصر. ويساهم قطاع التمور بنسبة 13 في المئة من الناتج المحلي للمملكة، وتبلغ المساحة المزروعة 141ألف هكتار. ومن أشهر أنواع التمور في السعودية الخلاص، والسكري، والبرحي، ونبتة على، ونبتة سيف. ويوجد في السعودية ما يقارب من 50 مصنعاً للتمور تستوعب ما يصل إلى 70 ألف طن من التمور، أي حوالى 8 في المئة من إنتاج المملكة.