تشهد مدينة الرياض وبعض المحافظات والمدن الواقعة على الطرق الرئيسية في مختلف أنحاء المملكة نقصاً شديداً في الديزل، ما تسبب في حدوث أزمة ونشوء سوق سوداء، في ظل رفض كثير من محطات الوقود تزويد السيارات إلا بكميات محدودة وبأسعار مرتفعة. وتسببت الأزمة في إغلاق عدد كبير من محطات الوقود في عدد من المحافظات التابعة لمنطقة الرياض الجزء الخاص بتعبئة"الديزل"لتوقف توريد الوقود لهم، وأضطر ملاك تلك المحطات إلى مطالبة شركة أرامكو بضرورة إنهاء الأزمة وتوفير كميات كافية من الديزل تفي بمتطلبات المستهلكين. وقال مسؤول المبيعات في إحدى محطات الوقود في الرياض أحمد شحاتة: إن المحطة خالية من الديزل منذ نحو 20 يوماً، لافتاً إلى أن:"الكثير من المحطات تواجه حرجاً في نقص الوقود لكثرة الطلب على الديزل من السيارات والمزارع والآلات والمعدات التي تستعمل ذلك الوقود". وبين أن هناك عدداً كبيراً من سيارات ومعدات الديزل توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود، مما تسبب في خسائر كبيرة واجهها ملاك المحطات لنقص الإمداد من شركة أرامكو. ويقول عبدالله محمد مالك إحدى المحطات أن عدم توافر الديزل تسبب في خسائر فادحة للمستثمرين، مشيراً إلى جهله وعدم توافر معلومات واضحة بالأسباب التي أدت إلى هذا النقص على رغم أن شركة أرامكو تنتج أكثر من 10 ملايين برميل يومياً من النفط بحسب الإحصاءات المعلنة. وأكد أنه شوهد على الطرق الرئيسية في مختلف الجهات في المملكة عدد من الشاحنات واقفة لدى بعض المحطات بانتظار توفر الديزل ومن ثم تعبئتها خصوصاً وأن الحصول على الديزل أصبح مهمة صعبة منذ الأسبوع الماضي. ولفت إلى أن عدم توافر الديزل في المحطات اضطرّ بعضها إلى تحديد بيع الديزل للشاحنات بما يتراوح بين 10 ريالات و 15 ريالاً حرصاً منها لعدم نشوء سوق سوداء بسبب تلك الأزمة. إلى ذلك تعرض كثير من المخابز العاملة في عدد من المدن والمحافظات إلى الازمة نفسها، الأمر الذي دفع بعضها للجوء إلى محطات الوقود لشراء احتياجاتهم اليومية ومع ذلك لم يجدوا إلا كميات محدودة، خصوصاً وأن الموزعين لم يعودوا قادرين على توفير الكميات المطلوبة في الوقت المناسب. وقال علي بن محمد صاحب مجموعة مخابز في مدينة الرياض إن كميات الديزل المتوافرة قليلة جداً وأصبح الحصول عليه بالمهمة الصعبة منذ الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن بعض المخابز بدأت التفكير جدياً في عملية البحث المبكر عن" الديزل"قبل نهاية المخزون الاحتياطي لديها. وكانت شركة أرامكو السعودية قد طمأنت في وقت سابق الموزعين وملاك شبكات محطات الوقود في السعودية كافة بوفرة منتج الديزل في جميع مراكز توزيع المنتجات النفطية التابعة للشركة، مشيرةً إلى أنها زادت من إنتاج الديزل المخصص في عدد من المحافظات بنسبة 15 في المئة". وأكدت أن لديها وفرة من منتج الديزل في جميع مراكز توزيع المنتجات النفطية التابعة لها في المملكة، مضيفة أن لديها المرونة الكافية للتعامل مع مختلف متغيرات معدلات الطلب المحلي، وعلى أتم استعداد لتأمين حاجات جميع العملاء من المنتجات النفطية بناء على العقود المبرمة معهم. وذكرت في وقت سابق أن أسباب ارتفاع الطلب على الديزل مع بداية العام الجاري في مناطق مختلفة، وفق الدراسات الإحصائية والمسح الميداني الذي أجرته الشركة في وقت سابق، ناشئ عن تغيّر في أنواع المحاصيل الزراعية التي تتطلب المزيد من الري وبالتالي المزيد من الوقود لتشغيل المولدات، أو تلك التي تتطلب المزيد من الآلات الزراعية الكبيرة. واعتمدت الشركة منذ سنوات آليات تقنية لتسهيل إجراءات حجز العملاء الذين لديهم عقود مع الشركة كميات الوقود المطلوبة، إذ قامت بتطبيق ما يعرف بنظام الجدولة الإلكتروني للشاحنات في جميع محطات التوزيع التابعة لها في المملكة، وهذا النظام يسمح لملاك المحطات وناقلي المنتجات النفطية باختيار وقت التعبئة المناسب لهم، مما يسهل عليهم تعبئة المنتجات النفطية بكل سهولة وانسيابية وفقاً للوقت الذي يختاره العميل.