نمارس الأمومة منذ الطفولة الباكرة، فالعرائس كانت وما زالت اللعبة المفضلة للفتيات، يلعبن بها ويغيرن ملابسها، ويمشطن شعرها ويقبلنها، بل وينمن قريرات العين وهي في احضانهن. البعض استبدل بلعبة العرائس القطة، يترجم الرحمة التي علمنا إياها ديننا الحنيف، يطعمها ويسقيها ويلعب معها، وفي هذا السلوك دليل على كم العطاء الساكن في قلبه الذي يترجمه الى سلوك انساني حتى مع الحيوان الأبكم، الذي اكتشفنا بالعلاقة انه يفهم ويشعر بحب صاحبه له واهتمامه به، فتراه يطير فرحاً اذا ما شاهده ويتمرغ في حضنه اذا ما جلس بجانبه، ويحاول مصالحته اذا ما أتى تصرفاً غير مرغوب... ما تسبب في ظاهرة العنوسة لأسباب ومعايير لا علاقة لها بالتربية الإسلامية التي تنهي عن التمييز بين البشر الذين خلقهم الله من آدم وحواء إلا بالتقوى، فأصبحت القطط وسيلة التعبير والتعويض عن كم العاطفة التي نملكها المخزونة في القلوب، واصبحت عند البعض وسيلة للإشباع العاطفي الذي حرمنا منه بعض بناتنا في ظل زواجات غير متكافئة، ومن جهة اخرى اصبحت القطة وسيلة من وسائل الانشغال المفيد، فهي كالطفل الذي يملأ حياة عانس فاتها قطار الزواج"على رغم ان قطار الزواج في كل انحاء الأرض لا يفوت"وغير مرتبط بسن معينة، فأصبحت القطة كالطفل الذي تنشغل به الفتاة او الطفلة المحرومة من والدتها تعوضها عن الحب والاهتمام. قد يستخدمها البعض، كما يدعي بعض الاختصاصيين،"برستيجاً أو مفاخرة"، ولكن حتى البرستيج والمفاخرة في حقيقة الأمر تعبير عن احتياج نفسي مُلَحٌ وضروري، فالنفس تهرب من الشعور بالوحدة وآلامها، ثم نفاجأ بقرار منع القطط في المحال التجارية، كما حدث ذات يوم حين منع بيع العرائس بحجة الخوف من تأثيرها السلبي مع الأيام! ولا أدري حتى الآن، هل ستنظم حملات على البيوت للقبض على القطط المخالفة الموجودة داخل المنازل؟ وهل سيكون هناك خط ساخن يقوم البعض منا باستخدامه نكاية في طفلة يكرهها بحرمانها من قطتها المفضله؟ وهل ستضطر محبات القطط إلى اخفائها في مخابئ سرية داخل البيوت؟ والكلاب في كل بقاع العالم أفضل وسيلة للمحرومين من نعمة البصر التي تساعد غير المبصرين في السير في الطرقات، ولها استخدامات عدة في الكشف عن المخدرات واستخدامات رائعة لحراسة المنازل، فاللصوص يخافون من نباح الكلاب فلا تقترب من منزل فيه كلب، واليوم تم اكتشاف مزرعة يملكها سعوديان لديهما المقدرة على تدريب الكلاب البوليسية، فهل نتوقع ان يتم إعدام الكلاب المدربة وإحالة المدربين الى التحقيق بتهمة حيازة حيوانات ممنوعة؟ suzan_almashhady @hotmail.com