"خير جليس في الزمان قطة... تواسيك أو تسليك أو تتوجع"، يبدو أن هذا شعار بعض الفتيات والنساء اللاتي وجدن ضالتهن مع القطط، وأشركوها في المأكل والمرقد وربما الملبس، حتى نالت بعض القطط براً يضاهي، إن لم يفق، بر الوالدين وذوي القربى. ويلحظ تنامي المواقع والمواضيع المعنية بتربية القطط على الشبكة العنكبوتية، إذ تشهد تواصلاً بين عشاق القطط، ويتبادل فيها المعلومات عن كيفية التربية المناسبة وفهم طبيعة مراحل النمو التي تمر بها القطة ونوعية الغذاء وآلية الرعاية لهن. على رغم أن القطط لا تحظى بمزيد اهتمام لدى عامة الناس، ويكثر دهسهن في الشوارع والطرقات، إلا أن عينات منها تلقى رعاية فائقة ويبذل عليها بسخاء وتأكل ما تشاء لدى العائلات الثرية، ما حدا بالسؤال عن سر انجذاب النساء نحوها؟ وهل هو بحث عن حنان أو مكان لتفريغ العاطفة؟ وما دلالة ذلك الأمر؟ يرى اختصاصي علم النفس طلال الثقفي أن مسألة مصادقة القطط وتربيتها لا تقتصر على جنس الفتيات لوحدهن، إذ يوجد رجال يهتمون بذلك، وكذلك الأطفال، معتبراًَ أنها نوع من"البرستيج"والتفاخر، والتقليد للمجتمع الغربي، إذ لم تكن موجودة بمثل هذا الهوس لدى السابقين. ولفت إلى"أن المهتمين بالقطط لا يعطون رعاية لكل أنواعها، بل لابد أن تكون القطة على درجة عالية من الجمال، وأن يكون شعرها بشكل معين ولونها مميز"، مشيراً إلى أنها بدأت تنتشر في كل المجتمعات"العربية والغربية". وعزا انتشار ذلك إلى سعي الناس إلى تقمص الشخصيات الموجودة في الإعلام، منوهاً إلى أن الفتاة كتلة من العواطف - في نظره - وتمتلك خصائص نفسية تختلف عن الرجل ما يجعلها تبعية أكثر لما ترى. ولفت إلى أن"مصادقة القطط تنتشر أكثر لدى المراهقات والعوانس، معللاً ذلك بأن مرحلة المراهقة هي انفجار للأنوثة وفيها تنمو غرائز الحب والعاطفة، وفي مثل مجتمعنا لا يمكن أن توجه عاطفتها لشاب وتصرح بذلك، ومثل هذه المواضيع تعد حساسة بالنسبة للفتاة، لذلك هي تفرغ عاطفتها إما مع الأطفال أو القطط والحيوانات الأليفة، وفي مرحلة"العنوسة"تشعر المرأة أنها فقدت هويتها كأنثى، وأن القطار فاتها، لذلك تعوض عن ذلك عبر الأطفال أو القطط".