احترف شابان سعوديان تدريب الكلاب البوليسية، مسخرين طاقتهما وخبرتهما التي اكتسابها من القراءة والاطلاع على كل ما تقع عليه أيديهما من كتب أو عن طريق مواقع الإنترنت في ما يخص الكلاب وطرق تدريبها والتعامل معها لتحويل"الهواية"إلى"مهنة"، ليصلا حالياً إلى مرحلة لا ينقصهما فيها سوى شهادات مصدقة من معاهد عالمية في تدريب الكلاب البوليسية، ليعلقاها في استراحتهما التي يتخذان منها"معقلاً"لهما. الشاب عبدالله الوشمي 27 عاماً الذي أحب هواية تربية الكلاب منذ صغره، وسط معارضة من والده، أكد ل"الحياة"التي زارت"معقل التدريب"الخاص به وشريكه إبراهيم النويشر، أن مصطلح"الكلاب البوليسية"المتعارف عليه بين الناس لم يأتِ إلا من متابعة الأفلام الأميركية، فكان لها الفضل في إشاعة المصطلح بين محبي اقتنائها وتربيتها. وقال الوشمي إن مسميات جميع الكلاب تعود إلى نوع العمل الذي تدرب عليه، سواء أكانت للحراسة الشخصية أم لحراسة المواقع، مشيراً إلى أن أكثر الكلاب شهرة هي كلاب الحراسة"الجيرمنشبر" و"ارتواي لار"و"الدبورمان". وأضاف أن هناك ثلاث مهارات مهمة يتم تدريب الكلاب عليها مكملة لبعضها، تأتي في مقدمها"مهارة الطاعة"، لكي يستطيع المدرب أن يعطي الكلب أوامر بالهجوم، ويسيطر عليه بكلمة"اهدأ"أو"توقف"، إضافة إلى المهارات الأخرى كالشراسة والحماية الشخصية، مشيراً إلى أن اللغة التي تستخدمها في التدريب يتعود عليها الكلب، سواء أكانت الإنكليزية التي تعتبر أساسية في الاستخدام لدينا أم اللغة العربية. ووجدت"الحياة"في جولتها على موقع التدريب الكائن في استراحة جنوبالرياض، ما يزيد على 50 كلباً متنوعة الفصائل والسلالات، منها ما هو مملوك للوشمي، وأخرى وضعها أصحابها بغرض التدريب. وأوضح الوشمي أنه يتاجر بما يملكه من كلاب من خلال إنتاجها، ويشتري بالأرباح سلالات أخرى، لكنه حذّر الشباب المبتدئين في تربية الكلاب من"الانجراف"في هذه الهواية، باعتبار أن خبرتهم ليست كافية، خصوصاً في أنواعها وأسعارها، ناصحاً المبتدئين بقراءة كتاب في المكتبات لن يكلفهم سوى 120 ريالاً، مؤكداً على أوراق الكلب الثبوتية في حال الشراء التي تبيّن من أين أتى الكلب وما هي فصيلته،"وإن لم تكن هناك أوراق فلا بد من طلب بطاقة الهوية للشخص المشتري خوفاً من أن يكون الكلب مسروقاً". وعن هدفه من تربية وتدريب الكلاب، قال:"هدفي امتلاك أفضل السلالات الجميلة، خصوصاً سلالة الأرتواي لار، لقلة وجود الكلاب المميزة والجميلة منها في السعودية"، منوهاً إلى وجود مسابقات جمال في بعض الدول للكلاب بجميع سلالاتها. وذكر الوشمي أن أغلى كلب لديه في الاستراحة اشتراه من هنغاريا عن طريق الإنترنت بنحو 15 ألف دولار، وأدخله بأمر من وزارة الزراعة، التي من الضروري أن تذكر لها سبب شراء الكلب حتى يصدر أمر الدخول على حد قوله. ولفت إلى أن سعر الكلب في"جماله"، وليس في شراسته أو طاعته أو قوته،"فجميع مهاراته تعود على جودة تدريبه"، مشيراً إلى أنه باع كلباً من نوع جيرمان ب 25 ألف ريال، قبل أن يندم على بيعه، ويعود ليشتريه من الشخص نفسه ب 28 ألف ريال. وحول المدة التي يستطيع فيها الكلب إتقان المهارات كافة، قال الوشمي إن مدة التدريب لدينا ثلاثة أشهر مقسمة على مهارات ثلاث"الطاعة، الشراسة، الحراسة"، أما بالنسبة إلى كلفة التدريب فنحن نتقاضى على مدة التدريب كاملة 7 آلاف ريال، مشيراً إلى أن الكلب يكلفه نحو 3 آلاف ريال من تغذية وأدوية صحية وما يحتاجه خلال فترة تدريبه. وأشار إلى أنه من الضروري وجود شخص متفرغ لتغذية الكلاب والعناية بها وترويضها، إذ إن عاملاً لديه يتولى ذلك وله في هذه المهنة نحو 20 عاماً في عيادات بيطرية، مشيراً إلى تعاملهم في الغذاء مع شركة عالمية مشهورة في تغذية الكلاب. أما شريكه في التدريب إبراهيم النويشر فتحدث معنا عن مخاطر العمل في تلك المهنة أو من يحاول أن يقتني كلباً من هذه الأنواع، من دون دراية وعلم ومعرفة بالتعامل معه. وقال:"تعرّضت إلى إصابات عدة في أنحاء متفرقة من جسدي أثناء التدريب"، مؤكداً أن من يقتني كلباً سيتعرض إلى إصابة في البداية إن لم يطوّر نفسه بالقراءة والاطلاع، مضيفاً أن الاستعداد والهواية يجب أن يسبقا اقتناء الكلاب أو حتى الدخول في عالم التدريب.