اقتصرت تربية الكلاب في السعودية على اصحاب المواشي وبخاصة البدو الذين يتنقلون من مرعى الى آخر. وكان الكلب وهو حيوان أليف، غير مرغوب فيه. لكنّ اصحاب المواشي يحتاجونه في الحراسة والتنبيه اذا هاجم مواشيهم وحش ما. ومع النقلة التي حدثت في المجتمع السعودي وتحوله بعد عصر النفط الى مجتمع حضاري اصبحت الكلاب عالة على الشوارع. ولم يخف السعوديون فرحتهم عندما شن عمال آسيويون حرب ابادة على الكلاب الضالة بغية الافادة منها. لكن السعوديين باشروا، في الآونة الاخيرة الى اقتناء كلاب ذات سلالات عريقة، واعطوها اسماء تعبر عن مزاجهم الشخصي. لم يعد مستغرباً في السعودية ان تدخل عيادة بيطرية لتجد سعودياً في كامل زيه الوطني يمسك بحبل كلبه بكل رفق في هدف العناية الطبية بالكلب المريض او المتوعّك. وتتنوع اسباب اقتناء هذا النوع من الحيوانات فالبعض يتخذها للحراسة في الفيلات الكبيرة او المزارع والبعض الآخر يقتنيها للمشاركة بمصارعة خاصة للكلاب تنظّم اسبوعياً تقريباً... اما النسبة الكبرى فهي تقتني كلاب الصالونات للمباهاة بين الناس. ويختلف مقتنو هذه الحيوانات، فمنهم الطبيب والمهندس والمزارع، إضافة الى المراهقين. فهذا محمد يقتني كلباً تبدو عليه الشراسة يطلق عليه اسم "عنتر" وهو ليس من الفصائل المعروفة. الا انه يقول عنه بفخر انه استطاع ان ينتصر على كل انواع الكلاب التي صارعها وبالتالي فهو يحقق من ورائه فائدة عدا عن سعادته الغامرة باقتنائه وهو لا يقبل ان يتنازل عنه او يبيعه مهما دفع له من مبالغ لأنه جاء به من باكستان. والكلب جرو يبلغ من العمر اياماً معدودة فقط ونما وترعرع وتلقى تدريبات مكثفة ليستطيع مصارعة الكلاب الأخرى. وعلى رغم توجه السعوديين الى هذا النوع من الحيوانات فإن ذلك لا يعني ان هناك حالاً من المسالمة دائماً مثلما يعرف عن الغربيين. فهذا خالد ميرزا طبيب سعودي يقتني كلباً من نوع "جيرمان شيفرد" المعروف بذكائه ووفائه للانسان. الا ان ميرزا يقول: "اكره هذا الكلب لذلك اطلقت عليه اسم "شارون" فهو لا يقل عنه شراسة، إضافة الى عناده المزعج وعدم انصياعه للأوامر. وعلى رغم انني اقتنيته منذ كان يبلغ اقل من شهر، الا ان ذلك لا يعدّ كافياً بالنسبة إلي للوثوق به". وعن سبب اقتنائه ذلك الكلب مع انه يشكل عليه خطراً يقول "تعرض منزلي لسرقة مرات عدة ومنذ ان اتيت ب"شارون" الى المنزل بدأنا نشعر بالأمان. الا اننا اصبحنا كالمستجير من الرمضاء بالنار. فقد احتل الكلب حديقة منزلنا ولا يمكن أحداً ان يتفاهم معه سوى الخادمة المنزلية التي تقدم له الطعام وأصبحنا ايضاً رهن اشارتها فلا يمكننا الخروج الا بعد الاستئذان منها لتهدئة الكلب". وعن سبب تسميته يقول: "منذ ان استقدمته وهو يتصف بمزاج عصبي على رغم صغر سنه. وبعد ان كبر فكرنا بأنه يمكن ان يكون في حاجة لأن نزوجه. وفعلاً اتينا بأنثى من فصيلته وأنجبت 11 جرواً الا انه، نظراً لإجرامه قتل 6 منهم على مدى ايام مما اضطرنا لابعاده عنهم وحجزه في المكان المخصص له". وتحظى كلاب الجيرمان شيفرد والدبرمان بغالبية ساحقة من حيث عدد مقتنيها السعوديين وتتدرج اسعارها ما بين 800 ريال و15 ألف ريال. ويعتمد السعر على مدى اصالة الكلب وتدريبه وسنه. ويوافق توني، وهو طبيب بيطري آسيوي الجنسية على ان عدد السعوديين الذين باتوا يقتنون الحيوانات الاليفة الى ارتفاع مضطرد، ويقول: "في السابق لم يكن يزور عيادتي سوى اعداد بسيطة من السعوديون لرعاية حيواناتهم طبياً، اما الآن فيصل عدد الزوار شهرياً نحو 100 زائر نصفهم سعوديون". ويضيف: "ما زال السعوديين يفضلون القطط على الكلاب ويرجع ذلك الى تخوفهم منها الا ان عدد مقتني الكلاب في شرق السعودية يتجاوز الالف". أما الرعاية الطبية للكلب فكلفتها من 300 الى 600 ريال 80 - 160 دولاراً اميركياً في السنة الواحدة، بينما كلفة وجبة الكلب البالغ لا تقل عن 25 ريالاً 6 دولارات اميركية.