تعب المتعاملون في سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الأخيرة من أداء السوق وتحركات الأسعار، فباع منهم البعض، فيما فضل البعض الآخر الانتظار والاحتفاظ بالأسهم، ومن باع توافرت لديه السيولة يقابلها أسعار أسهم متدنية ومغرية للشراء، وهو ما قد يرفع الطلب على الأسهم ويدفع الأسعار إلى الصعود مجدداً. وكانت أسهم الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية في تعاملات أمس منيت بخسائر كبيرة أضيفت إلى خسائرها السابقة التي أعادت مؤشر السوق إلى مستواه قبل 10 أشهر عندما بلغ 7808 نقاط في العاشر من تشرين الأول أكتوبر 2007، وهي النقطة التي انطلق منها المؤشر في رحلة صعود بلغت ذروتها في 12 كانون الثاني يناير الماضي، والتي كانت بداية موجة من الهبوط بنسبة متفاوتة كان أكبرها خسارة نهاية تعاملات 22 يناير الماضي، عندما بلغت خسارة المؤشر 9.61 في المئة من قيمته خلال جلسة واحدة، وسلك المؤشر خلال الأشهر الأربعة الأخيرة اتجاهاً أفقياً، تدعمه خلال تلك الفترة المضاربات المحمومة على أسهم بعض الشركات المدرجة حديثاً في السوق، منها"زين السعودية"و"كيان السعودية"و"بترورابغ"، و"مصرف الإنماء"، وأخيراً"معادن"، وأسهمت هذه الشركات عند طرحها للاكتتاب العام في تقلص السيولة المتاحة للتداول لكبر حجم رؤوس أموالها الذي يبلغ 62 بليون ريال. وأنهى المؤشر العام تعاملات أمس على هبوط بنسبة ملحوظة، ليكسر حاجز ال 8 آلاف نقطة، مسجلاً خسارة بلغت نسبتها 3.55 في المئة، تعادل 289.83 نقطة، ليهبط المؤشر إلى مستوى 7884.14 نقطة، في مقابل 8173.98 نقطة أول من أمس، وبإضافة الخسارة الأخيرة ارتفعت خسارة المؤشر منذ مطلع السنة إلى 3155 نقطة، نسبتها 28.6 في المئة. وكانت السوق استهلت جلسة التعاملات على تراجع في أسعار الأسهم الذي جاء امتداداً للجلسات السابقة، نتيجة لضغوط المضاربين على الأسعار من جهة، والتدافع إلى البيع من متعاملين من جهة ثانية، لتنتهي جلسة التعاملات بهبوط أسهم 117 شركة، بينما ارتفعت أسهم 4 شركات، فيما استقرت أسهم 3 شركات عند أسعارها السابقة، لتهبط القيمة السوقية للأسهم القابلة للتداول عند الإغلاق إلى 606 بلايين ريال في مقابل 628 بليون ريال أول من أمس، بخسارة نسبتها 3.47 في المئة، مقدارها 22 بليون ريال. وأسهم التدافع إلى البيع في ارتفاع معدلات الأداء، إذ ارتفعت كمية الأسهم المتداولة إلى 128.9 مليون سهم، بنسبة ارتفاع 31 في المئة، فيما صعدت القيمة المتداولة بنسبة 29 في المئة، لتبلغ القيمة إلى 4.51 بليون ريال، وصعد عدد الصفقات المنفذة إلى 151.8 ألف صفقة بنسبة صعود 5.31 في المئة. وسجلت كل قطاعات السوق تراجعاً في مؤشراتها، كان أكبرها خسارة مؤشر"الاتصالات"بخسارة نسبتها 5.63 في المئة، تلاه مؤشر"النقل"بخسارة نسبتها 5.3 في المئة، فيما بلغت خسارة مؤشر"المصارف"3.03 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات أمس، كان سهم"سامبا"الذي سجل أكبر زيادة بين الأسهم، بلغت نسبتها 2.01 في المئة، ليرتفع سعره إلى 63.25 ريال، فيما سجل سهم"أسيج"أكبر خسارة نسبتها 10 في المئة، هبوطاً إلى 60.50 ريال، وهبط سهم"سابك"إلى 114.25 ريال، بخسارة نسبتها 4.19 في المئة تمثل خسارة 47 نقطة لمؤشر السوق، فيما أفقد سهم"الراجحي"المؤشر 27 نقطة بعد تراجع سعره بنسبة 3.41 في المئة ليهبط سعره إلى 78 ريالاً.