أكد عقاري سعودي أن أهم الأسباب والدوافع التي تقود الاستثمارات في السوق العقارية في هذه المرحلة هي انتشار مشاريع شقق التمليك بشكل لافت خلال السنوات الثلاثة الماضية وحتى الآن. وقال الرئيس التنفيذي لشركة القمة الثلاثية موسى العبدالله ان العاصمة الرياض تحتاج خلال المرحلة المقبلة للتوسع المستمر في بناء الوحدات السكنية، بسبب معدل الزيادة في عدد سكان المدينة البالغ بحسب الإحصاءات والتقديرات الرسمية نحو 8 في المئة سنوياً، إذ اتجهت مدينة الرياض وبشكل ملموس من المدينة ذات الاتجاه الأفقي إلى المدينة ذات الامتداد الرأسي، خصوصاً مع إقرار أمانة مدينة الرياض لأنظمة وتعليمات جديدة للارتفاعات على الشوارع والطرق التجارية، تصب في مجملها في دعم المواطن والمستثمر - على حد سواء - في الاتجاه للسكن والاستثمار في مثل تلك المشاريع. وأشار إلى أن معظم الشركات العقارية والمستثمرين الأفراد من مؤسسات ومواطنين بدأوا في استهداف شريحة ذوي الدخل المحدود والمتوسط، خصوصاً من الشباب المقبلين على الزواج، إذ بدا التنافس واضحاً بين مختلف الشركات والمستثمرين العقاريين في تقديم ما لديهم من مشاريع شقق تمليك، بحيث تراعي قدر الإمكان خصوصية المجتمع ومتطلباته، لافتاً إلى أن شركة القمة الثلاثية اتخذت من خلال إدارتها التنفيذية قراراً استراتيجياً في الاستثمار في مشاريع شقق التمليك، إذ جاء هذا القرار بعد دراسة موسعة ومتأنية للوضع العقاري في مدينة الرياض تحديداً ودرس السوق العقارية وما تشهده في هذه الفترة من نمو كبير على الطلب على المساكن بأشكالها كافة وان الطلب على المساكن في تزايد مستمر، خصوصاً مع طرح حلول تمويلية جديدة وميسرة لامتلاك المساكن من شركات التقسيط والتمويل والبنوك المحلية. وقال ان إقبال السعوديين على تملك الشقق السكنية سجل نسبة مرتفعة، مرجعاً ذلك إلى عدم وجود خيار آخر من حيث الاسكان، وكذلك بسبب ارتفاع أسعار العقارات، إضافة إلى توافر نظام تقسيط من مختلف البنوك ولسنوات عدة. ولفت إلى ان الإقبال على شراء الشقق السكنية لم يصبح مقتصراً على شريحة معينة، بل امتد إلى شرائح عدة من المجتمع طاول الكبار ونسباً كبيرة من النساء، مشيراً إلى أنه من المتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة إقبالاً كبيراً من مختلف الفئات والمستويات، وذلك بحثاً عن منازل بأسعار مناسبة. وأوضح ان حجم سوق شقق التمليك في الرياض تجاوز 200 مليون ريال، خلال السنة الماضية والربع الأول من العام الحالي، بحسب ما أعلن أخيراً، وتشهد إقبالاً متزايداً في مختلف جهات وأحياء منطقة الرياض. كما أكد أن اختيار شركته لمشاريع شقق التمليك يأتي"من القناعة التامة بحاجة السوق إليها، ولأنها تلبي حاجات شريحة كبيرة من العملاء محدودي ومتوسطي الدخل, ونحن نطمح إلى مثل هذه المشاريع أن تكون ذات أسلوب وطريقة إبداعية مختلفة وحلول جديدة في نظام شقق التمليك وان تكون جميع المشاريع بداية لانطلاقة مميزة من حيث رؤية المعايير والمواصفات التنفيذية والسعر المعتدل للعملاء وتدبير الحلول التمويلية لمساعدتهم في الشراء". ولفت إلى أن الشركة تعاقدت مع شركة أملاك العالمية"بصفتها كبرى شركات التمويل العقاري المتخصصة، التي من خلالها يستطيع عملاؤنا امتلاك ما يريدون من عقارات، من خلال حلول وبرامج تمويل وتقسيط ميسرة تلبي الرغبات والإمكانات كافة". وقال:"نهدف إلى أن نجعل من الشقة المكان المناسب والمريح والدائم للأسرة من خلال تطوير التصميم المعماري للشقة من الداخل والخارج، ومراعاة تصميم واجهات معمارية تواكب التطور وتحافظ على تراث وعبق الماضي، والعمل قدر الإمكان على جعل الشقة مساحة حرة من الإضاءة الطبيعية من خلال فناء صغير داخلي لكل شقة وحديقة داخلية مفتوحة على الداخل، بدلاً من نظام البلكونات غير المستحب بين أوساط المجتمع، وذلك من خلال الإبداع في التصميم المعماري وحسن التوزيع والاستفادة من الفراغات والاستعانة بخبرات المهندسين المعماريين المميزين". وأضاف:"كما نهدف إلى مراعاة الخصوصية والاستقلالية لكل عائلة من حيث المداخل والمخارج، كما نراعي الجوانب الترفيهية والاجتماعية المتبادلة بين الجيران من خلال تخصيص أماكن الترفيه المشترك وملاعب للأطفال واستراحة للسيدات أو ناد رياضي، مع الاهتمام بالواجهات المعمارية والمداخل للعمارة السكنية، إذ انها عنوان يميز المشروع عن غيره. وفي سبيل ذلك سعت شركة القمة الثلاثية إلى التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تصميم وتطوير مثل تلك المشاريع". ويتساءل موسى العبدالله: هل شقق التمليك مناسبة للمجتمع؟ وعن مدى نجاح التجربة القصيرة نسبياً في مدينة الرياض؟ ويقول في ذلك إن كثيراً من مشاريع شقق التمليك بوضعها الراهن غير مفضلة من كثير من الأسر، ما يدفع الكثير منهم إلى السكن فيها موقتاً والبحث عن سكن آخر مستقل، ومن الأهمية بمكان معرفة أهم المشكلات التي تواجه السكان المستفيدين من شقق التمليك بعد شرائهم الشقة وسكنهم فيها، من خلال دراساتنا المستمرة من عملائنا وتحديد رغباتهم ومتطلباتهم وميولهم والمشكلات الفعلية التي واجهتهم في بعض المشاريع التي اشتروا فيها حيث كانت من ابرز الملاحظات. وأوضح أن من أبرز الأسباب التي تسهم في جذب العملاء مساحة الشقة وتقسيماتها الداخلية وتشطيباتها الراقية، إذ إن وجود غرفة صغيرة ملحقة بالمطبخ تستخدم غرفة للعاملة المنزلية أو مستودعاً صغيراً من الأهمية بمكان. كما أن عدد الغرف يجب ألا يقل عن أربع غرف ذات مساحات معقولة، يراعى فيها أن تكون هناك غرفة نوم رئيسية، كما يفضل العملاء الشقق ذات التشطيبات واللمسات الجمالية والمعمارية الجذابة، إضافة إلى توفير موقف خاص للسيارة. وأكد أنه يجب أن يشمل عقد بيع الشقة على عقد صيانة مواز لعقد البيع بحيث يتولى منفذ المشروع القيام بأعمال الإدارة والصيانة وتنفيذ شروط الضمان للسنوات الأولى على الأقل، وذلك في مقابل رسوم محددة يدفعها المشتري شهرياً أو تدفع مرة واحدة مع عقد البيع. كما أكد أن خيار التمليك والسكن في شقق التمليك، هو البديل الأمثل للشباب المقبل على الحياة الزوجية والوظيفية الجديدة، وان الاستثمار في هذا النوع من العقارات من بداية مشوار الحياة أفضل بكثير من خيار الإيجار السنوي أو الشهري، إذ يعتبر الاستثمار في شقق التمليك نوعاً من أنواع الادخار طويل الأجل، خصوصاً مع توافر حلول التمويل والتقسيط وبأيسر السبل.