تباينت الأساليب والمدارس التشكيلية المتبعة في مشاركات الفنانات الواعدات في المعرض ال13 في"أتيليه جدة"، وبرزت فنانات مبتدئات من خلال مشاركتهن الأولى بأعمال راقية، تفوق مستوى المشاركات في الدورات السابقة لهذه الاحتفالية الفنية، التي بات فنانو جدة يترقبونها عاماً بعد عام. فيما جاءت مشاركة الفنانة التشكيلية إسراء ريّس في المعرض الذي افتتحته الدكتورة هيفاء اليافي الثلثاء الماضي للسيدات، وافتتحه في اليوم التالي للرجال الفنان طه صبان ورجل الأعمال عبدالله فواز، بمثابة الدافع المعنوي لتشجيع زميلاتها اللاتي يخطون خطواتهن الأولى في عالم الفن التشكيلي، لاسيما أن تجربة"ريّس"تقترب من سنتها الثامنة، وكان لمشاركتها الأثر الكبير في تحسين مستوى المعرض، فكان من المسلّم به أن تفوز بالمركز الأول وتحظى بجائزة المعرض الأولى تقديراً لها. وبرزت من الفنانات المشاركات ال 55 إلى جانب إسراء ريّس كل من: رانيا الغامدي، نجاة سيف، شريهان شحاتة، منار عمار، وعد الحجيلان، نورة طلال مداح، شهد الطلحي، منال بن محفوظ، رقية حلواني، خلود الحازمي، أروى تركستاني وسارة باحسن، الأمر الذي صعّب مهمة لجنة التحكيم في اختيار الأعمال الفائزة، وراعت اللجنة، المكوّنة من التشكيليين طه صبان، فهد الحجيلان، هشام قنديل، صالح شبرق وعادل بنوب، صغر سن المشاركات وقلة خبراتهن الفنية، فيما وسعت لجنة الإشراف دائرة المشاركات في هذه الدورة لتشمل مناطق المملكة كافة. وبدت الأعمال بشكل عام متفاوتة في منهجيتها الجمالية على صعيد الإحساس بمزج الألوان، وتأثير تعبيرية المكوّن البصري للوحات، ناهيك عن المواضيع المتأرجحة بين الاتجاه الكلاسيكي الرصين عند ملاك باقضيان والبتول المليص وحنان سندي، وبين الاتجاه الانطباعي في أعمال سماح حلواني وسندي لن وميرال شحتة. وقال مدير الأتيليه هشام قنديل في حفلة توزيع الجوائز وشهادات التكريم:"سننطلق بدءاً من هذه الدورة نحو فكرة التوثيق وخروجها إلى حيز التنفيذ بإصدار مجلد توثيقي، يرصد كل ما دار في سنوات عرضه المتصلة"، وأضاف:"نعكف على وضع الملامح الرئيسية للمجلد الذي سيشمل جانباً نقدياً، بهدف إثراء مسيرة الواعدات التي حظيت في سنواتها الأولى باهتمام الرائد الراحل الفنان عبدالحليم رضوي، إيماناً منه بدور الفنانة السعودية في تقديم إبداعات فنية مميزة". من جهتها، قالت إسراء ريّس"حرصت على مشاركة أخواتي المبتدئات بهدف تشجيعهن ورفع روحهن المعنوية، ولم يكن الفوز هدفي بقدر ما كانت المشاركة في حد ذاتها هي الهدف المنشود، خصوصاً أن المشاركات من مختلف مدن ومناطق بلادنا الحبيبة". وعن مستوى المعرض أكدت ريّس أنها حرصت على متابعة المعرض منذ سنوات كمتلقية وزائرة،"لكن الأعمال المشاركة في هذه الدورة تعد مميزة ومبشّرة بظهور مبدعات جديدات أتمنى لهن كل التوفيق".