تفاعلت مجموعة من طالبات المرحلة الثانوية مع مشكلة بحيرة الصرف الصحي في شرق جدة المعروفة باسم"بحيرة المسك"ما دفعهن إلى ابتكار حل موقت للمشكلة التي تهدد مدينة جدة، من خلال مشروعين تقدمن بهما إلى مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في جدة. ويهدف المشروع الأول الذي تقدمت به كل من ميساء الخياط، ولجين قشقري، وأثير بهران، إلى تعقيم مياه بحيرة المسك، عن طريق أنبوب لسحب المياه وإيصاله إلى مصفاة لتصفيته، ومن ثم يمر في فلتر للتعقيم، فيما يعمل أنبوب آخر على نقل الشوائب إلى الأرض، للاستفادة منها في تسميدها، بينما تستقر المعادن السامة في صفايات أسفل الأنبوب، في حين ينتقل الماء إلى المجمّع الشمسي الذي يعمل بواسطة أشعة الشمس كوسيلة ثالثة لتعقيمه، إذ تصل حرارته إلى 75 درجة مئوية، وبعد ذلك ينتشر الماء المعالج داخل الأراضي المجاورة للبحيرة، عبر أنابيب ذات ثقوب، ومتفرعة من خزان تحت الأرض بهدف زراعتها. أما زكية الزبيدي، وإيمان الحربي، وبشرى الصاعدي، فأكدن أنهن أعددن برنامجاً متكاملاً على مدى أسبوع عن بحيرة المسك، تعرضن خلاله للمشكلة وأضرارها على مدينة جدة، وسعين إلى وضع حلول من خلال المشروع الثاني، خصوصاً وأن البحيرة محاطة بسور من التراب، والذي قد تتسرب المياه من خلاله في أي وقت، بفعل الضغط والهواء. وشددت الفتيات على وجوب إحاطة البحيرة بسد من الخرسانة تفادياً لانفجارها، وتزويد سطوحه بشرائح لفلترة المياه، إضافة إلى تركيب مروحة لتحريك المياه الراكدة، مشيرات إلى أن هذا المشروع يعد حلاً موقتاً، إلى أن تقوم الجهات المسؤولة بحل المشكلة جذرياً. وكانت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين نظمت برنامجاً لدعم مشاريع الطالبات تحت عنوان:"كنوز الطبيعة"، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ويتضمن البرنامج ورش عمل تهدف إلى تنمية مهارات التفكير لدى الطالبات وزرع روح العمل الجماعي بينهن. وينقسم البرنامج الذي يستمر لشهر واحد إلى ثلاث وحدات، تتمثل في:"وحدة من الطبيعة دواء"، وتختص بأمراض القدم ومعالجتها بالأعشاب الطبيعية واستخلاص الأدوية منها، و"وحدة الصلح مع الطبيعة"التي تضمنت مشكلات المياه والتلوث في جدة، إضافة إلى"وحدة للطبيعة نعود"، وتتعلق بتصنيع مستحضرات العناية بالبشرة والشعر بطرق طبيعية. إلى ذلك، أوضحت مشرفة العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين خلود الحداد، أن البرنامج أخذ وفقاً لاحتياجات الطبيعة. وقالت في تصريح إلى"الحياة":"بدأت الطالبات البرنامج بمحاضرات إثرائية تساعدهن على القيام بالأبحاث والتقارير، إضافة إلى العصف الذهني الذي يهدف إلى استحداث الأفكار وتطويرها". وأشارت إلى أن الوحدة الأولى تضم 21 طالبة، فيما تشترك في الوحدة الثانية 15 طالبة، بينما تضم الوحدة الثالثة 14 طالبة، لافتة إلى أن دور المؤسسة يتمثل في إيصال تلك المشاريع إلى من يستطيع مساعدة أصحابها للحصول على براءات الاختراع.