يستمع مجلس الأمن اليوم إلى إحاطة من الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر حول تطورات الأزمة في هذا البلد، في وقت تظاهر عشرات آلاف اليمنيين في صنعاء في «رسالة إلى المجلس» تدعوه إلى الضغط على الرئيس علي عبدالله صالح لتسليم السلطة. وكانت أوساط في الأممالمتحدة شككت امس في جدية الرئيس صالح في تنفيذ تعهده السبت الماضي بالتنحي عن السلطة «خلال أيام»، مشيرة إلى «قرار سياسي» يتجه مجلس الأمن إلى تبنيه يدعو صالح إلى نقل السلطة عبر تطبيق المبادرة الخليجية. وقال مسؤول مطلع على مسعى الأممالمتحدة إن «صالح غير جدي في تصريحه»، مشيراً إلى أن بريطانيا تعمل على وضع المسودة الأولى لمشروع القرار والتي تتضمن دعوة «جميع الأطراف في اليمن بمن فيهم الرئيس صالح إلى تطبيق المبادرة الخليجية، ما يعني دعوته إلى التنحي عن السلطة». لكن ديبلوماسياً في مجلس الأمن توقع محاولة روسية «لتخفيف اللهجة المعتمدة في دعوة صالح إلى تطبيق المبادرة من دون أن يعني ذلك ممانعتها لتبني القرار». وقالت مصادر في المجلس إن «صالح يحاول الالتفاف على المبادرة الخليجية عبر تنفيذها بشكل مقلوب». وأضافت أنه «يهدد بإجراء الانتخابات قبل أي خطوة أخرى، معتقداً أن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لا يزال الأكثر قدرة على السيطرة على مفاصل العملية الانتخابية، وتالياً على نتائجها». وتقضي المبادرة الخليجية بتنحي صالح وتسلم نائبه عبد ربه منصور هادي السلطة لفترة انتقالية وإجراء انتخابات، لكن صالح طالب في خطابه السبت بالتوصل أولاً إلى «اتفاق وتوقيعه حتى لا تسقط البلاد في الفوضى». وسيطرح مشروع القرار للتداول في مجلس الأمن «أو عناصره الأساسية على الأقل» اليوم بعد إحاطة بن عمر، بعدما كانت المحادثات حوله انطلقت في نيويورك الأسبوع الماضي. وقالت المصادر إن المشروع «سيدعو صالح والأطراف اليمنيين إلى تطبيق المبادرة الخليجية في وقت مناسب، ولكن روسيا قد تسعى إلى تخفيف مستوى دعوة صالح إلى تطبيق المبادرة بين التمني أو الطلب أو الحض» إلا أنها ستؤيد القرار. وأضافت أن القرار سيكون «سياسياً» ولن يتضمن أي عقوبات أو دعوة إلى «حماية المدنيين». وسيشدد على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والعاملين الإنسانيين إلى المحتاجين، كما سيتضمن تحذيراً من «الأعمال الإرهابية». وأشارت المصادر إلى أن روسيا تؤيد مضمون القرار وهو «سيكون خطوة متقدمة عن بيان مجلس الأمن» الذي تم تبنيه بالإجماع في 25 أيلول (سبتمبر) بموافقة روسية. وأضافت أن موسكو تريد أن يتضمن القرار «حض كل الأطراف في السلطة والمعارضة على وقف الاشتباكات وإطلاق حوار وعملية سياسية يتولاها اليمنيون أنفسهم، ودعم جهود الوساطة الدولية للتوصل إلى تسوية». وفي صنعاء، انطلق عشرات آلاف اليمنيين امس من «ساحة التغيير» بالقرب من جامعة صنعاء في اتجاه ميدان التحرير حيث يعتصم الموالون للنظام، إلا أن طوقاً أمنياً مشدداً فرضته القوات الحكومية أجبرتهم على تغيير مسارهم والعودة إلى مكان انطلاقهم. وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب «الثورة الشعبية السلمية» محمد العسل إن «هذه التظاهرة رسالة إلى مجلس الأمن الذي يتعين عليه الضغط على صالح وبقايا نظامه ليرحلوا». على صعيد آخر، أكد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» امس مقتل المتشدد اليمني الأميركي المولد أنور العولقي الذي تعرض قبل عشرة أيام لقصف طائرة أميركية من دون طيار. وقال بيان على موقعه الإلكتروني «نؤكد للأمة المجاهدة الثائرة على الظلم استشهاد الشيخ المجاهد البطل أبي عبد الرحمن أنور بن ناصر العولقي».