لقي ثلاثة طلاب مصرعهم، فيما أصيب زميلهم الرابع بإصابات بالغة، في حادثة مرورية وقعت صباح أمس، في مدينة سيهات محافظة القطيف، بعد تصادم مركبتهم بسيارتين أخريين. وهرعت فرق من الهلال الأحمر السعودي ودوريات المرور، إضافة إلى فرقة خاصة من الدفاع المدني، إلى موقع الحادثة على طريق الكورنيش. وساهمت فرقة الدفاع المدني في انتشال المصاب من داخل المركبة، وتولت فرقة من الهلال الأحمر نقله إلى مستشفى القطيف المركزي. وقال الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد أسعد العثمان، ل"الحياة"، إن"الحادثة وقعت بين ثلاث مركبات، ونتج منها ثلاث وفيات وإصابة واحدة، وتدخلت فرق الدفاع المدني لفك الاحتجاز عن المصاب، وإخراجه من المركبة". وذكر شهود عيان، أن أربعة طلاب يدرسون في المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الأهلية في سيهات، استقلوا سيارة أحدهم صباح أمس، بعد ان غادروا المدرسة إثر مراجعتهم بعض الدروس، من أجل الذهاب لتناول الإفطار في أحد المطاعم القريبة من المدرسة، ومن ثم العودة ثانية. وأثناء عودتهم قام قائد السيارة بالإسراع بها، ما أفقده السيطرة عليها، ليرتطم بإحدى نخلات الزينة في الجزيرة الوسطى بين الطريقين، لتتحول السيارة إلى الجهة الأخرى من الطريق، مصطدمة بسيارتين أخريين، ما أدى إلى تطاير اثنين من الراكبين من سيارة الطلاب، بعد أن قُذفا بهما على مسافة تصل إلى نحو عشرة أمتار، ففارق أحدهما الحياة على الفور، فيما لفظ الآخر أنفاسه أمام زملائه ومعلميه، الذين سارعوا بعد سماعهم دوي الارتطام، من أجل إنقاذه. وبذل رجال الدفاع المدني جهوداً كبيرة في محاولة منهم لإخراج الطالبين المتبقيين في السيارة قائدها وزميله، بعد استخدام أدوات خاصة بذلك، إذ تم إخراج أحدهما متوفياً، فيما كان الآخر السائق على قيد الحياة، فتم نقله إلى المستشفى. وأكد طلاب في المدرسة من زملاء المتوفيين، أن العناية الإلهية أنقذت طالباً خامساً كان معهم في السيارة، إلا أنه نزل منها، من أجل إحضار بعض أغراضه التي تركها في المدرسة، وبعد دقائق معدودة من خروجه إليهم، شاهد الحادثة المأساوية، فلم يصدق عينيه، من أنه أُنقذ منها. ووصف طلابٌ زملاءهم المتوفيين ب"الهدوء والخلق". وخيم الحزن والأسى على المعلمين والطلاب، مستغربين من"السرعة الجنونية المتهورة"التي كان يقود بها السائق سيارته، وهي من نوع"بي ام دبليو"،"على خلاف طبيعته الهادئة جداً"، كما شهد بذلك زملاؤه. وذهب أحد شهود العيان إلى أنه"سمع دوياً شديداً وقت الحادثة، ربما يعود إلى انفجار أحد الإطارات، عندما حاول السائق إيقافها، ما أدى إلى خروجها إلى الجهة المقابلة، وانقلابها واصطدامها بالسيارتين الأخريين، وهما من نوع"ماركيز"والأخرى من نوع"فورد"، وكان يقود إحداهما مُسن، أصيب ببعض الإصابات.