شهد طريق بقيق – عين دار، أمس، واحدة من أشد الحوادث «شناعة»، راح ضحيتها طالبان يدرسان في المرحلة الثانوية، خرجا للتوّ من قاعة الاختبار، ومقيمان عربيان، تناثرت أشلاؤهم على الطريق، لتختلط مع كتب الطالبين، فيما أصيب طالب ثالث، صُنفت حالته ب «الحرجة»، واحتُجز الجميع بين ركام الحديد، فيما تولّت فرق الدفاع المدني، التي حضرت إلى الموقع، استخراج الجثث والمصاب. ووقعت الحادثة ظهر أمس، بين سيارتين «جيب شاص»، تقل ثلاثة طلاب، تتراوح أعمارهم بين 17 إلى 19 سنة، وسيارة «دينا بكب»، يستقلها مقيمان من الجنسية اليمنية، (24 و29 سنة)، تصادمتا وجهاً لوجه، في تقاطع الكدادية التي تبعد ثمانية كيلومترات عن مدينة بقيق. وعزا شهود عيان، سبب الحادثة إلى «سوء الطريق، وكثرة التقاطعات، وعدم وجود سياج حديد يفصل بين الاتجاهين»، لافتين إلى أن الطريق «يشهد الكثير من الحوادث، بسبب انحراف المركبات، وتصادمها وجهاً لوجه، فضلاً عن خروج الجمال السائبة واقتحامها الطريق». وتوجهت دوريات مرور بقيق، بقيادة مديرها العقيد راشد فهاد الهاجري، ومساعده الرائد خالد فالح الرشيدي، إلى موقع الحادثة. واتضح أن الحادثة وقعت إثر انحراف إحدى المركبات إلى الاتجاه المعاكس، لتصطدم بالأخرى وجهاً لوجه، ونتج من الحادثة مصرع الطالبين عواد حمود الشمري، وظافي ضيدان الشمري، وإصابة زميلهما بندر نحو الشمري، بإصابات «حرجة»، إضافة إلى مقتل المقيمينِ اللذين كانا يستقلان السيارة الأخرى، واحتُجزوا جميعاً بين ركام الحديد. فيما تهشمت رؤوسهم تماماً، وخرجت أشلاؤهم من المركبتين وتناثرت على الطريق. كما حضرت إلى الموقع فرقة من إدارة الدفاع المدني، توّلت فك ركام الحديد، وإخراج الجثث والمصاب. وقامت فرق هيئة الهلال الأحمر بنقل الجثث والمصاب إلى مستشفى بقيق العام. وجرى لاحقاً، تحويل المصاب إلى مستشفى الدمام المركزي، لمعالجته من الإصابات «الخطرة» التي لحقت به، من كسور ورضوض وجروح ونزيف. أوضح مدير مستشفى بقيق العام مبارك الحارثي، في تصريح إلى «الحياة»، أن «قسم الطوارئ في المستشفى استقبل ظهر اليوم (أمس)، خمسة أشخاص، أربعة متوفين، وواحد حالته حرجة، لإصابته بكسور مضاعفة ونزيف داخلي وكدمات وغيرها، وهو فاقد الوعي، وأجريت له الإسعافات الأولية، وأحيل إلى مستشفى الدمام المركزي». بدوره، قال مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة بقيق معاذ إبراهيم الجعفري: «إن الحادثة وقعت بعد خروج الطلاب من المدرسة، وأحدهم لديه اختبار لفترة واحدة، والآخر فترتين»، وتقدم الجعفري، ب «أحرّ التعازي لذوي الطلاب المتوفين، والدعاء بأن يرحمهم الله، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يشفي الطالب المصاب»، مضيفاً «ستقوم إدارة المكتب بزيارة أسر المتوفين، لمواساتهم، وكذلك المصاب، للاطمئنان إلى وضعه الصحي. كما سنقوم بزيارة المدرسة لتخفيف آلام زملاء الطلاب، وبخاصة أن الحادثة وقعت في فترة الاختبارات.