تشهد العاصمة النمساوية فيينا اليوم الأحد نهائي أكبر البطولات الأوروبية بين المنتخب الألماني ونظيره الإسباني خلافاً لتوقعات المراقبين والفنيين الذين رشحوا فرنسا وإيطاليا في بداية البطولة وهولندا والبرتغال لاحقاً للحضور في ملعب"آرنست هابل"الذي يحتضن النهائي. راجع ص30 ووجدت ألمانيا دعماً كبيراً طوال أيام البطولة من مشجعي"المانشافت"الذين قدموا إلى جارتيها سويسراوالنمسا اللتين استضافتا البطولة في مؤازرة المنتخب الذي حصل على هذه البطولة ثلاث مرات وكان آخرها قبل 12 عاماً حين أقصى بيرهوف ورفاقه تشيخيا في النهائي، وأحرزوا اللقب الثالث في مسيرة منتخب"الماكينات الألمانية"واضعين فريقهم في أعلى سلم المجد كأول فريق يحقق اللقب ثلاث مرات في تاريخ البطولة التي بدأت في عام 1960 في فرنسا. ولم تتمكن القوة الألمانية من اللعب على النهائي في بطولات 2000 في بلجيكا وهولندا وبطولة 2004 في البرتغال، إلا أنها بقيت واحدة من القوى العظمى عالمياً في بطولة أمم"القارة العجوز". وصل المنتخب الألماني إلى النهائي بعد أن فاز في أربعة لقاءات من أصل خمسة لعبها فتخطى البلد المستضيف النمسا في اللقاء الافتتاحي للمجموعة الثانية، قبل أن يخسر ثاني اللقاءات أمام كرواتيا ويتغلب على بولندا ليتأهل خلف الفريق الذي هزمه ثانياً للمجموعة، وواجه الألمان في ربع النهائي منتخب البرتغال الذي كان مرشحاً ليلعب مكانه في النهائي، إلا أن الإمكانات الكبيرة لرفاق المدرب لوف أقصت الفريق الذي يقوده أحد أفضل لاعبي العالم كريستيانو رونالدو، وفي نصف النهائي لعبت ألمانيا أمام المنتخب التركي"مفاجأة البطولة"وعلى رغم النقص الكبير في صفوف الفريق"الأحمر"إلا أن التأهل إلى النهائي كان عسيراً على أحفاد شارل، إذ جاء فوزهم عن طريق الهدف الذي سجله المدافع فليب لام في الدقائق الأخيرة لينقلهم إلى ملعب أرنست هابل في فيينا الذي يستضيف المباراة النهائية. في المقابل، فإن حال الفريق الإسباني كان أفضل بعد أن كسب كل اللقاءات التي لعبها في البطولة، وهو الذي افتتح مبارياته بفوز كبير أمام المنتخب الروسي بأربعة أهداف لهدف، ثم انتصر على السويد واليونان، ليلعبوا في ربع النهائي أمام بطل العالم المنتخب الإيطالي وينجحوا في إقصائه بركلات الترجيح ليحلوا عقدة استعصت عليهم أكثر من 80 عاماً، وعادوا ليواجهوا روسيا مرة أخرى في نصف النهائي وفازوا عليهم بثلاثة أهداف لهدف لينتقلوا إلى النهائي الرابع في تاريخهم الذي لم يسجل له إلا بطولة واحدة عام 1964 يوم أن أقيمت البطولة على أراضيهم. ويعوّل المنتخب الألماني بقيادة مدربه لوف على خط وسطه المتمكن الذي يقوده نجم الفريق بالاك في حين يتكىء مدرب المنتخب الإسباني آراغونيس على خط هجومه الناري الذي يقوده المهاجم الشاب فرناندو توريس على رغم الغياب الاضطراري لهداف البطولة دافيد فيا.