في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي، وقبل ساعات من مقتله على أيدي مهربين مجهولين برصاصة غادرة، ودّع شهيد الواجب الملازم أول في حرس الحدود علي عبدالله الشهراني والدته"وداعاً مختلفاً"، وكأنه كان يعلم أنه"اللقاء الأخير"، بحسب رواية شقيقه أحمد الشهراني. ويروي أحمد تفاصيل اللقاء الأخير، الذي جمعه وأفراد أسرته مع الشهيد في حديث إلى"الحياة"، فيقول:"على غير عادته، تأخر الشهيد في التوجه إلى عمله، إذ اعتاد كل أسبوع على التوجه عصر الجمعة إلى مقر عمله، لكنه هذه المرة آثر البقاء إلى ساعة متأخرة من مساء الجمعة، ليتمكن من استقبال والدتي وشقيقي الأكبر في مطار أبها، اللذين كانا قادمين من الرياض". ويضيف:"بعد أن استقبلهما في المطار قام بتوصيلهما إلى المنزل، واستعد للذهاب، لكنه هذه المرة قام بتوديع والدتي بحرارة في مشهد مؤثر، أتبعها بتوصيتها على أبنائه الخمسة، وكأنها إشارة منه بالوداع". ويتابع شقيق الشهيد حديثه في الوقت الذي اكتظ فيه منزلهم في محافظة خميس مشيط بالمعزين:"لم ندرك حينها أنها المرة الأخيرة التي سنراه فيها، حتى بُلغنا فجر أول من أمس السبت خبر وفاته على أيدي مجموعة من المهربين المجهولين، أثناء أدائه واجبه". أم الشهيد لم تستطع استيعاب الصدمة بداية، لعدم علمها بسبب الوفاة، لكنها حوّلت حزنها إلى فرح بعدما علمت أن ابنها قتل فداءً للوطن، مؤكدة أن أبناءها جميعاً فداء للوطن وأهله. ويشير أحمد إلى أن الشهيد 29 عاماً كان يعاني من دين قدره 400 ألف ريال، لكونه كان يقوم ببناء منزل له ولأولاده الخمسة عبدالله ونايف وسعد وعوضه ونواف، واستشهد قبل أن يتم بناؤه". وكان الشهيد توفي فجر أول من أمس أثناء أدائه عمله في حراسة الحدود، عندما اعترض هو واثنان من زملائه متسللين يعتقد بأنهم مهربو مخدرات كانوا يهمون بدخول البلاد عبر منطقة جازان بطريقة غير مشروعة، إذ تعرض إلى إطلاق نار منهم أدى إلى وفاته في الحال. وصلى عليه أمير منطقة جازان والقيادات الأمنية في المنطقة بعد صلاة المغرب من مساء السبت.