وزير الاقتصاد والتخطيط يجتمع مع وزير الخزانة والمالية التركي    وزير الصناعة والثروة المعدنية يشارك في اجتماع الطاولة المستديرة لمجلس الأعمال السعودي - الكندي    محافظ بيشة يرعى حفل الاحتفاء باليوم الوطني 94 بتعليم بيشة    السعودية تفوز باستضافة مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين لعام 2026    ميقاتي: هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار في لبنان    مفتي عام المملكة يستقبل مفوّض الإفتاء بمنطقة جازان    «هيئة الصحفيين» تُعدّل نظام عضويتها.. تستمر لعام كامل من تاريخ الحصول عليها    العيسى في معرض «كتاب الرياض»: وثيقة مكة ترسي حقيقة الإسلام    انطلاق منتدى الأمن السيبراني بالرياض بمشاركة شركات عالمية من 120 دولة    اتفاقية شراكة بين كرة المناورة واتحاد الجامعات    عودة "المعرض السعودي للطيران العام" إلى الرياض في حلة جديدة في نوفمبر القادم    أمير القصيم يتسلم شهادة الأيزو العالمية في التميز الإداري لجمعية الإسكان الاهلية    أمير الشرقية يدشن حملة الشرقية وردية " 16 " للكشف المبكر عن سرطان الثدي    أكثر من 10 آلاف جولة رقابية تنفذها بلدية محافظة المذنب لتعزيز الامتثال    القيادة تهنئ رئيس جمهورية غينيا رئيس الدولة بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير تبوك يدشن حملة التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية بالمنطقة    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنفّذ "اليوم العالمي للزهايمر"    مجزرة إسرائيلية جديدة.. والاحتلال يقتحم خان يونس    معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 يحتفي بمعارف وثقافات العالم من 6-17 نوفمبر تحت شعار "هكذا نبدأ"    الشيخي يحتفل بزواج نجليه    أمانة الشرقية تبدأ أعمال الصيانة لطريق الدمام - الرياض    هيئة الأمر بالمعروف تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م    27 ألف مستفيد من خدمات الرعاية المنزلية في "سعود الطبية"خلال 9 أشهر    ابتداءً من 3 أكتوبر.. الفصل في خلافات العمالة المنزلية ومن في حُكمهم عن طريق المحاكم العمالية بوزارة العدل    تراجع أسعار الذهب    مدير الدفاع المدني المكلف ينقل تعازي وزير الداخلية لذوي شهيد الواجب عبدالله السبيعي    استمرار هطول أمطار رعدية على مختلف مناطق المملكة    والد الشهيد أكرم الجهني ل«عكاظ»: نبذل الغالي والنفيس فداء للوطن    «الشورى» لجامعة حفر الباطن: فعّلوا الابتكار واستفيدوا من «ادرس في السعودية»    التعاون يتحدى القوة الجوية    «فيتش»: الأصول المدارة ستتجاوز 1.13 تريليون ريال في عامين    حقوق كبار السن    لحظة غروب    أمير مكة المكرمة ونائبه يعزيان أسرتي الشهيدين في حريق سوق جدة    في الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا.. الريال في ضيافة ليل.. وبايرن ميونيخ للثأر من أستون فيلا    فلسفة الفكر الرياضي في حياتي    سر الهلال في غضب جيسوس    عبر سلسلة تاريخية حافلة بالعادات والتقاليد.. المملكة تُجسد إرثها الثقافي في ارتباطها بالقهوة    المكتبات الخاصة.. والمصير المجهول    أمير الشرقية يثمن دعم القيادة للقطاع الصحي    محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائد قوة جازان    «ميتا» تتيح مسح الأماكن وعرضها افتراضيا    «الغذاء والدواء»: توحيد معايير الحلال عالميًا    الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة    عطل يضرب خدمات شبكة «بلايستيشن» العالمية    الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم    تقدم محاور رؤية المملكة 2030    طريقة عمل سلطة البطاطس بالكزبرة والليمون والثوم    إطلاق مبادرة «عطاء القطاع الصحي الخاص»    دوري أبطال آسيا للنخبة .. الهلال يقسو على الشرطة العراقي بخماسية    ليفاندوفسكي يقود برشلونة لاكتساح يونج بويز بخماسية في دوري أبطال أوروبا    بريطانيا: إصابة سفينتين بهجومين قبالة سواحل اليمن    الأمين الجديد لحلف الناتو.. تحديات جمة وترقب لفوز ترمب    دبلوماسيون ومثقفون باكستانيون: "كتاب الرياض" يقدم تجربة مليئة بالإلهام والمعرفة    «كتاب الرياض» يحتضن ندوة عن الأمن الفكري    المملكة.. الثبات على المبدأ    قصف مدفعي روسي محتمل على سوق أوكراني    أمير الشرقية يستقبل مدير فرع الصحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصم والبكم ... وخطوات لم تكتمل
نشر في الحياة يوم 17 - 06 - 2008

لكم سعدت وابتهجت وأنا أتأمل وجوهاً بريئة ضاحكة مستبشرة متفائلة بمستقبل مأمول، ومتحمسة لبلوغه بخطوات، مندفعة حيناً ومتثاقلة حيناً آخر، وجوهاً لم أرَ في جمالها مثيلاً لها، على رغم أنها وجوه بها آذان لا تسمع وأفواه لا تتكلم.
وجوه أسعدتني بقدر ما أثارت في نفسي الحزن والخوف عليها، على رغم أنها وجوه بشرية كغيرها من الوجوه التي أراها بشكل يومي، إلا أنها مختلفة وكأني أراها للمرة الأولى في حياتي، فبماذا أصف هذه الوجوه؟
أأصف حالها؟ أم مآلها؟ أم خطواتها التعليمية غير المكتملة؟ أم إحساسها باندماجها مع أترابها في حفلة تعليمية واحدة؟ أم أصف إحساسها الذاتي بأنها لا تقل أهمية عن غيرها؟
دعوني أبدأ بنقطة الاندماج المثير الذي قرت به عيني؟ على رغم أنه اندماج وقتي قصير جداً إلا أن ردود فعله كانت إيجابية جداً، فقد اندمجت مجموعة من الفتيات الصمات البكمات في حفلة ترحيبية أقامتها مدارس المعتز بالله بالمدينة المنورة، اندماجاً متفاعلاً من كلا الطرفين، فهن مسرورات بانتمائهن الإنساني مع فتيات أخريات مثلهن إلا أنهن لم يحرمن من نعمتي السمع والكلام... ففتيات المدرسة استقبلنهن استقبالاً حاراً ورائعاً بفقرات ترحيبية، وبعروض مختلفة تقوم بترجمتها المشرفة التي معهن، حتى إني قارنت في ما بين الفئتين فوجدت أن دموع الفرح سالت مني عندما رأيت فتيات الصم والبكم وقد اندمجن في الحفلة مع فتيات المدرسة اللاتي قمن بعد انتهاء الحفلة بتوزيع هدايا من عندهن، غير هدايا المدرسة، لدرجة أن فتيات الأمل احترن في كيفية حمل أكياس الهدايا من كثرتها.
خلال الحفلة سألت المرشدة الاجتماعية"ابتسام البكري"عن بعض حالهن؟ فقالت: إن معهد الأمل يتبناهن حتى المرحلة الثانوية وبعد ذلك لا يجدن لهن مقعداً جامعياً، فقلت لها: ولماذا لا يسعين لإكمال خطواتهن التعليمية؟ قالت: كتبنا وطالبنا ولكن لا مجيب، وأضافت: إرضاء لطموحهن التعليمي سنقوم بزيارة لجامعة طيبة لتعريفهن بالجامعة وفروعها حتى لو فتح لهن المجال يكن على معرفة بما يقدمن عليه. تساءلت مرة أخرى: وماذا عن مستقبلهن الوظيفي؟ قالت المرشدة: للأسف لم يتوظفن، وأنا أتحدث عن منطقة طيبة ولا أدري عن غيرها من المناطق الأخرى، أما هنا فأنا أتحدث باسم المدارس الخاصة بهن لتوظيفهن، بأنهن مؤهلات وبارعات في الحاسب والأعمال المكتبية، ولكن من دون جدوى، فلم توظف إلا واحدة في مقصف مدرسي عن طريقي أنا، وفعلاً أثبتت جدارتها ووجودها!
ولك أن تعلمي أن معظم الفتيات يحملن ملفاتهن حزينات بعد التخرج، ومحبطات من عوائق التعليم في ما بعد، والتوظيف خصوصاً أنهن ينظرن إليه نظرة ترفع من إحساسهن بالحرمان من نعمتي السمع والنطق وكأنه تعويض معنوي، قلت لها: وماذا عن دورات التأهيل النفسي؟ قالت: نقوم بأقصى ما نستطيع نحن بمجهودنا الخاص، إذ إن دورات التأهيل النفسي مفقودة تماماً، فطالبات كثيرات يحتجبن في بيوتهن بعد دخولهن للمدرسة إما خوفاً، أو خجلاً وانطواءً بسبب إعاقتهن، قلت: وماذا عن تثقيفهن الدعوي؟ قالت: نعاني كثيراً من تعليمهن الصلاة وتوصيلها لهن، وأسرهن لا تساعدنا في تطبيق ما تعلمنه، لأن الأسر نفسها لا تعرف الكيفية التي تطبق الصلاة على فتياتها المعاقات مثل قراءة الفاتحة والتسبيح... إلخ، حتى أننا قلنا لأهاليهن علموهن ولو الحركات فقط؟ ولا توحين لهن بأنهن معذورات في تركها.
انتهت الحفلة وقمت أصافح فتيات الأمل واحدة واحدة افتخاراً بهن كتعظيم سلام لفئة تحمل إعاقات بدنية لكنهن تقفن صامدات متفائلات بخطوات متتابعة لإثبات حقوقهن وإنسانيتهن، ومع هذه المصافحة أنقل مصارحة لجهات عدة يجب أن تقف مع هذه الفئة لا لمصافحتها بل للأخذ بيدها لإكمال الخطى، فجهة التعليم مسؤولة، فيا تعليمنا هلا نظرت الى هذه الفئة فعلاً لا قولاً بعمل اللازم لإكمال خطى التعليم؟ ويا دعاتنا الأفاضل، خصوصا التابعين للدعوة والإرشاد، هلا قمتم بعمل برامج خاصة تخدم هذه الفئة؟ ويا إدارة التوظيف، هلا غربلتي ملف الصم والبكم؟ وأخيراً... يا إعلامنا الموقر هلا كثفت من جهودك لإبراز معاناة المعاقين؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.