شكلت ثلاث فتيات سعوديات لم تتجاوز أعمارهن 17 عاماً فريقاً نجح في القيام باستطلاع عن التلوث السمعي والبصري، ليؤكدن الدور الذي يمكن أن تقوم به الفتيات، على رغم صغر سنهن، في خدمة المجتمع، من خلال البحث والدراسة، بهدف القضاء على السلوكيات المسببة لمشكلة التلوث البيئي. وتوصلت الفتيات عبر استفتاءات وزعت في المراكز التجارية والمرافق العامة، وشملت مختلف الفئات العمرية، إلى إحصاء يشير إلى تأثر نحو 90 في المئة من أفراد المجتمع سلباً برؤية أحياء جدة التي تشهد كميات من المخلفات المؤثرة على البيئة، فيما يتأثر نحو تسعة في المئة من المجتمع"أحياناً"بتلك المناظر، فيما لا ينزعج البقية، والذين تبلغ نسبتهم واحد في المئة فقط، من التلوث البيئي إطلاقاً. وأوضح الإحصاء الذي توصل إليه الفريق، أن ضجيج المدينة يؤثر سلباً على 65 في المئة من المجتمع، فيما لا يهتم به 20 في المئة منهم، كما أن 15 في المئة لا ينتبهون عادة لهذا الضجيج. وترى عضوة الفريق دانة قطّان، أن وجود أناس لا يتأثرون بما تعانيه مدينة جدة من التلوث السمعي والبصري يعد ناقوس خطر يهدد البيئة، وتقول:"تضمّن الاستفتاء وضع مقترحات من أجل القضاء على التلوث في جدة، وطالب جميع المشاركين بوضع أنظمة وقوانين تفرض عقوبات وغرامات مالية لمن يلقي بالنفايات في الشوارع، غير أن واحداً منهم رفض ذلك الاقتراح من منطلق الحرية الشخصية والقناعة الذاتية". وكانت دانة ورفيقتاها ربى داغستاني، وإيناس باحاج، بدأن في تصميم وتنفيذ عرض استغرق منهن شهراً ونصف الشهر، يحتوي على صور التقطنها بأنفسهن لأحياء جدة الملوثة، إضافة إلى معلومات حصلن عليها من مصادر موثوقة حول تلك المشكلة. ونجحت الفتيات الثلاث في الحصول على موافقة لعرض مشروعهن التطوعي الذي يحمل شعار:"مراهقات من مجتمعنا، مهتمات ببيئتنا"في عدد من المراكز التجارية، لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، ومن ثم تقويم النتائج بعد ذلك لقياس مدى التغيّر الذي أحدثنه في جدة. وتؤكد قطان أن الفتاة في هذه المرحلة العمرية قادرة على تفعيل دورها الإيجابي في المجتمع، على عكس ما يراه البعض، مطالبة بضرورة توفير الفرص، وتبني المواهب التي تمتلكها الفتاة السعودية. وتضيف:"تصنّف بعض فئات المجتمع مواهب الفتيات ضمن إطار المحظور، خصوصاً وأن فينا من يتقنّ فن العزف على الآلات الموسيقية، ورسم اللوحات الغريبة، إضافة إلى رياضات الدفاع عن النفس". وترجع ربى داغستاني سبب عدم إيصال مشروعهن إلى الجهات المسؤولة، إلى تخوفهن من ردود أفعال المسؤولين، وتقول:"نأمل بالانضمام إلى مجموعات شبابية تهتم بمواهب الفتيات، إضافة إلى رغبتنا في وجود جهات تتبنى مشروعاتنا التطوعية التي قررنا تنفيذها، بعد أن وضعنا رؤية مستقبلية لمدينة جدة باعتبارها عروس البحر الأحمر". وتقترح الفتيات تخصيص يوم عالمي للنظافة، يسمح لسكّان جدة الخروج في مجموعات لتنظيف الأحياء، والتحرر من النظرة الدونية لهذا العمل، خصوصاً وأن السكان هم السبب الرئيس في إحداث التلوث.