إذا كنت تبحث عن المتعة الكروية الحقيقية بمدارسها المتنوعة الدفاعية والهجومية أو تلك التي تعتمد على المهارات الفردية لنجوم السوبر أو الكرة الشاملة، فما عليك إلا توجيه"ريموت"التلفزيون على القنوات الناقلة لمباريات كأس الأمم الأوروبية التي تدور رحاها هذه الأيام في سويسراوالنمسا. عقب موسم كروي محلي طويل وممل ومتقطع جداً ستعرف معنى المتعة الكروية على حقيقتها، بتنظيمها واحترافيتها والتزام أطرافها بقوانين اللعبة، مهما كانت النتائج ومهما كان حجم الفائز أو الخاسر. التوقعات كثيرة والآمال والأحلام أكبر، لكن النتائج الواقعية أو غير الواقعية هي الفيصل والحكم بين الأوروبيين، ولذلك هم سبقوا العالم بمسافات طويلة جداً، ولكنهم بالتأكيد يبعدون عنا آلاف الكيلومترات! البدايات في كأس أوروبا صعبة كما هي دائماً، والنتائج لا يمكن الجزم بها، فمن كان يتوقع ان تخسر سويسرا في الافتتاح على أرضها وأمام جمهورها من التشيخ؟ إذا سلمنا بمنطقية الفوز الكرواتي على النمسا قياساً على الفوارق الفنية التي تصب في مصلحة الكروات. فرنسا وألمانيا لم تقدما مستويات مقنعة، على رغم فوز الأخيرة بهدفين من دون مقابل على بولندا، إلا أن"الديوك"توقفوا أمام محطة"الطواحين الرومانية". باختصار حتى الآن لم تدر عجلة المباريات القوية في يورو 2008، فقد تسرع في مقبل الأيام، وقد تسير بخطى بطيئة حتى الأدوار الحاسمة لنرى قمة المنافسة. المؤشرات الأولية تقول إن الكلمة الفصل ستكون للكبار في مونديال أوروبا، والبطولة لن تغادر إيطاليا وألمانيا وفرنسا والبرتغال، مع ترك الأبواب مفتوحة على مصاريعها أمام تركيا واليونان وهولندا. باختصار، ما حدث في إستاد الملك فهد من خطأ في عزف السلام الوطني السوري بدلاً عن اللبناني يستحق التحقيق والعقوبة الصارمة، فهذه أخطاء غير مقبولة البتة ولا تبرير لها إطلاقاً.