ذاق الأهلاويون في الموسم الكروي الحالي الأمرّين من نتائج فريقهم الضعيفة ومستوياته الأدائية الهزيلة واكتووا بنار الخسائر الثقيلة وشربوا من كأس النكسات والنكبات المتوالية المثيرة، وعاشوا عاماً كاملاً من الاحزان الكبيرة والتخبطات والاختلافات والمشكلات والمعاناة الحقيقية التي نسفت حلاوة الأفراح والليالي الملاح التي عاشها جماهير"القلعة"في العام الماضي بعد تحقيق فريقها لبطولتي كأس ولي العهد وكأس الامير فيصل بن فهد - يرحمه الله -. وعلى العكس تماماً كان الموسم الرياضي الحالي فأل خير على الكثير من لاعبي"القلعة"الذين غادروا أسوار الفريق في صمت رهيب وانتقلوا الى اندية سعودية اخرى بنظام الاعارة بحثاً عن فرصة المشاركة الميدانية، وإبراز مخزوناتهم المهارية والفنية الحقيقية، بعدما يئسوا من الحال ذاتها في صفوف فريقهم الاهلي وظلوا حبيسي دكة البدلاء تارة وملازمين لمدرجات الملاعب تارة اخرى، لتكون النتيجة الحالية انهم اصبحوا من الأعمدة الرئيسية في فرقهم الجديدة ومن النماذج المضيئة في سماء الدوري السعودي، بل ومن أبرز نجوم الموسم الكروي. ويأتي الحارس البارع منصور النجعي في مقدم هذه الأسماء الابداعية التي تألقت وتوهجت وأبهرت النقاد والمحللين والمراقبين بمستوياته الفنية المميزة بعد انتقاله لفريق الحزم، ونجاحه في قيادته الى تحقيق انتصارات قوية والتأهل الى الدور نصف النهائي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين ومواصلة التألق والابداع والنجومية في لقاء الشباب أول من امس في ذهاب الدور ذاته الذي كسبه ابناء الرس برباعية جميلة في مقابل هدفين اشعلت قناديل الفرح في اروقة النادي وأسعدت الجماهير الحزماوية كثيراً ليصبح النجعي بذلك البروز اللافت واحداً من أميز الحراس السعوديين في الوقت الحاضر الى جانب حارس القرن الآسيوي محمد الدعيع. وينضم الثنائي الأهلاوي المنتقل الى صفوف الحزم المهاجم صفوان المولد والظهير الأيسر سعود الخيبري الى زميلهم النجعي في اغتنام فرصة الانتقال بنظام الاعارة وتقديم فنونهما الكروية على الميادين الخضراء حيث يعتبر اللاعبان من افضل الصفقات الناجحة في الموسم الرياضي، ومن النجوم اللامعة في الدوري السعودي، فالهداف صفوان سجل حضوراً فنياً باهراً وأحرز أهدافاً عدة منحت التفوق والأفضلية النقطية لمصلحة فريقه، وأكمل نجوميته في كأس خادم الحرمين الشريفين، اذ سجل اول اهداف الفريق في المسابقة وهو الهدف الأول في مرمى النصر في لقاء الذهاب من الدور ربع النهائي، وشاركه الابداع سعود الخيبري الذي كان شعلة من النشاط والحيوية في لقاءات فريقه، واستطاع بإمكاناته الفنية العالية ومهاراته الراقية وسرعته الكبيرة من تحويل جهته اليسرى الى مسرح للعمليات الهجومية، ونجح في لقاء فريقه الأخير امام الشباب من احراز هدفين من اهدافه الاربعة الأول من ركلة جزاء والثاني من مجهود فردي رائع وتسديدة قوية مزقت شباك حارس الشباب وليد عبدالله في الشوط الثاني. ومن ضمن الاسماء الاهلاوية التي سجلت نجاحاً باهراً محور الفريق المنتقل لصفوف النصر فهد الزهراني الذي فرض بموهبته الكروية حضوره الدائم على تشكيل الفريق الأساسي في البطولات المحلية كافة، وأسهم كثيراً في حصول العالمي على كأس الامير فيصل بن فهد - يرحمه الله - وهي الكأس التي تحققت بعد سنوات طويلة من الابتعاد من البطولات وفي الوقت الذي تأكدت ادارة النادي الاهلي برئاسة المستقبل احمد المرزوقي وهي تشاهد تألق هؤلاء اللاعبين مع فرقهم الجديدة ومناشدة جماهيرها بشراء عقودهم الاحترافية انها اخطأت في عدم اعطائهم الفرصة مثل بقية زملائهم اللاعبين وفشلت في قرار ابعادهم عن الفريق ونقلهم الى فرق اخرى، فإن جماهير"القلعة"ما زالت تنتظر عودتهم الى صفوف فريقها على أحر من الجمر وان تبادر ادارة النادي المقبلة الى الاحتفاظ بهم وعدم التفريط فيهم مهما كانت المغريات، لأن الكيان الأهلاوي في حاجة ماسة إلى خدماتهم في هذا التوقيت بالتحديد، وحتى لا يتكرر مسلسل التفريط في النجوم مثل طلال المشعل وطلال الخيبري ونايف القاضي وغيرهم من اللاعبين الذين باتوا يشكّلون دعامة قوية وحقيقية للفرق التي انتقلوا اليها.