قال إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إن الزلازل والكوارث تفضح عجز البشر وتظهر الضعف والذل والعجز والهزيمة أمام قوة رب العالمين، فهي آية لمن تدبرها. وحذّر من زلازل اليوم وقال إنها مقدمات وإرهاصات وقد جاء في السنة أن الزلازل تهيج قبل قيام الساعة وكأنها للأرض صحوة الموت أو انتفاضة الوداع الأخير. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس أن الخلق يغترون بقوتهم حين يعمرون الأرض ويملكونها"حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس"، متسائلاً: كم من البشر اليوم في قوتهم يتغطرسون وبدنياهم يتباهون ويقولون:"مَنْ أشدُّ منا قوةً أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة"إنها والله آية... فأين المعتبرون؟ وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس إن من الأصول التشريعية والقواعد القرآنية والمبادئ النبوية أصل التوسط والاعتدال في جميع الأمور وكل الأحوال. ومن أصول الشريعة أيضاً الأمور الضرورية للناس وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل. ومن هذا المنطلق جاءت النصوص الشرعية تُحذّر من الإسراف والتبذير وتنهى عن البخل والتقطير. وأوضح أن الإسراف فعل يُبغضه الرب جل وعلا وتصرف يذمه المولى العظيم، مشيراً إلى أن من المجالات التي يدخلها الإسراف المنهي عنه التجاوز في الزيادة على القدر الكافي من المأكل والمشرب والملبس، قال تعالى:"يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". والمراد بأخذ الزينة ستر العورة في الصلاة وسترها باللباس النظيف الحسن الجميل من غير إسراف ولا مخيلة، يقول صلى الله عليه وسلم:"ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان ولا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه". وقال إن العلماء ذكروا أن الإفراط في تناول المباحات والتوسع العظيم فيها وبذل الأموال الكثيرة فوق قدر الحاجة بما فيها زيادة ترفيهية وتنعم مبالغ فيه كل ذلك من الإسراف الذي لا ينبغي، وقال أحد المحققين إن الإسراف هو الزيادة في صرف الأموال على مقدار الحاجة والتبذير صرفها في غير وجهها.