فتاة في ال25 تحلم برجل زوجاً، تجاوزت المرحلة الجامعية بتفوق وعلى وشك أن تلتحق بقطار العنوسة بتفوق ? أيضاً - بذريعة أن الأب مصر على أن تختار واحداً من أمرين: إما البقاء بجانبه حباً في الراتب لا حباً فيها، أو الاقتران بابن عمها العشريني الطائش، الذي لم يكمل المتوسطة إلا بوساطة أبناء القبيلة! - الابن يأتي بالتقرير الشهري وهو متدن في خمس مواد من ذات الأهمية الثقيلة، يغضب الأب ويتوتر ليلقي باللائمة على الأم، ثم يتراجع ثم يلقيها على الابن الأكبر، يهدأ أخيراً ويقرر أن يذهب لمدرسة ابنه حتى يعرف أسباب التقصير وسر الإهمال، والتراجع في المستوى الدراسي، وفي الصباح يقول لابنه اذهب سآتيك في العاشرة، في الموعد المحدد ذهب ليسأل عن الابن، ولكنه لم يجد جواباً، أخبره ? بعد طول بحث - ابن الجيران أن ابنه أصبح في الصف الأول الثانوي في مدرسة أخرى! - الأم تبكي كل مساء، أطفال متعبون، وأعباء منزل، مصاريف كثيرة ومعاناة تتراكم، لم تعد تأبه بشيء من ما مضى فقد اعتادت وباتت أكثر احتساباً وصبراً، أكثر ما تخشاه أن يدخل الأب في الرابعة فجراً ليصطدم بأحد الأبناء صدفة، ويشاهد أحد أفراد الأسرة وهو خارج عن الوعي الإنساني ولا يستطيع المشي بخط مستقيم، وهو الأب الذي كان يعطي دروساً كل صباح عن مدى السعادة والأمان حين يسيرون في خط مستقيم! - فتاة تحصل على النسبة العليا في المرحلة الثانوية وتحلم بأن تلتحق بكلية الطب، تتشفع بكل أقاربها لإقناع والدها الصلب الرأس، تمضي الأيام جدلاً وبعد محاولات يائسة تنتهي القصة بقرار الأب"لا يخرج من عائلاتنا طبيبات، إما معلمات، أو البقاء في المنزل، ويسقط حلم! - يقول لابنه: هل تحبني يا بني؟ يقول الابن: نعم، وتمضي الأيام ويأتي الابن لأبيه ظهراً ليقول: احتاج علبة ألوان فقد طلبها مني معلم التربية الفنية فيجيبه الأب: يا بني، يا ولدي إنها ليست ضرورية، متى ما حلت الحصة فاستعر من صديقك أو ابن عمك هذه العلبة وبهذا ينتهي الأمر! القصة لم تنته! الأب ذهب ذلك المساء إلى القهوة ليستقيم رأسه ? بزعمه - وهي الشفرة الخاصة - إن أراد الخروج لهذا المكان - بينه وبين الأم، كان الأب سعيداً ولم يدع أحداً من زملاء الجلسة يدفع فاتورة الحساب لاستقامة الرأس، ونسي تشجيع ابنه ودعمه ومساواته بأبناء أصدقاء الجلسة! - تطرح المعلمة موضوعاً في مادة التعبير عنوانه:"أين قضيت الإجازة الشتوية؟"احتارت الفتاة في الإجابة، هل تقول في المنزل أم عند الجيران، وهنا كتبت تجاوزاً ذهبنا إلى جدة... زوج المعلمة صديق لوالد الفتاة، وقد التقيا خارج المملكة أثناء الإجازة في رحلة استجمام وسياحة، الأسرتان في البيت والعائلان يستثمران الإجازة وحيدين بعيداً!پ - يأتي الأب في لحظة غضب ويطلب من ابنه هاتفه الجوال، يقلبه الأب فيشاهد مقاطع رياضية وأغنيات وقصائد، يوجه الأب نصائحه إلى ابنه: إن هذه الأمور لا تفيدك بشيء، أترك عنك كل هذا الضياع واستثمر التقنيات الحديثة في ما هو مفيد، يجيب الابن: لك ما طلبت يا والدي وسأحاول، وذات مساء يسقط جوال الأب في يد الابن بالصدفة، يفتشه من باب حب الاطلاع والاستطلاع، ويندهش حين يشاهد مقاطع مخجلة يلتقطها خلسة من هواتف زملائه ويدرك أن جواله لو كان يحتفظ بمثلها وشاهدها الأب، لانتهت حياة شاب! [email protected]