دفعت المشاهد"الرومانسية"في الأفلام والمسلسلات العربية وما يشاع عن قسوة بعض أبناء جلدتهن السعوديين فتيات صغيرات في السن، إلى تفضيل الزواج من أجنبي. وعلى رغم أن هؤلاء الفتيات يعلمن أن زواجهن لن يحظى بمباركة كثير من فئات المجتمع وقد يضعهن في دائرة"الازدراء"، إلا أنهن متمسكات بموقفهن، يدفعهن إلى ذلك ما يسمعن عن"مآسي"تعيشها بعض قريباتهن متزوجات بسعوديين،"لا وجود للعاطفة في حياتهم، ويرون أن إبداء الحب للمرأة ضعفاً". وعبث أبطال المسلسلات المدبلجة والتمثيليات العربية في ساحات خيال طالبة الثانوية العامة مي راجح، كما لعبت سيناريوهات حلقاتها الدور الأكبر في تأجيج رغبتها الجامحة في الارتباط بأجنبي. تقول راجح ل"الحياة":"إن ما يقدمه أبطال المسلسلات الأجنبية إلى زوجاتهم من مشاعر ود ولحظات حب ورومانسية، إضافة إلى العبارات المفعمة بالدفء والحنان التي ينطقون بها، شجعني على التفكير مستقبلاً بالزواج من أجنبي". وعن مدى حقيقة ما يعرض في الإعلام وتصديقها له؟ ذكرت:"غالباً ما تجسد الأفلام والمسلسلات ما يحدث على أرض الواقع، كما أن شخصيات أبطالها يعكسون الكثير من تصرفات وسلوكيات أفراد المجتمع". أما الطالبة شروق علي فأشارت إلى أن" حصيلة الضربات واللكمات التي تكون عادة نصيب أختي من زوجها، إضافة إلى شكوى صديقتي الدائم من شتم وتجريح زوجها لها، أكبر شاهد إثبات على طبيعة المعاملة التي تتلقاها الكثير من الزوجات في المجتمع السعودي". وأوضحت في حديث مع"الحياة":"هذا الأمر دفعني إلى صرف النظر عن خوض تجربة الزواج والاستسلام للعنوسة كطريقة أمثل وحل أسلم". في حين بررت هدى التميمي 35 عاماً، وهي أم لطفلين، أسباب تفضيل السعوديات الارتباط بأجنبي، من خلال تجربتها الشخصية"ان هلع الزوج السعودي وخوفه من فقدان هيبته أمام زوجته وتطاولها عليه في حال أغدق عليها كلمات الحب وعبارات التقدير والشكر، دفع الكثير منهم إلى تحويل الحياة الزوجية إلى أخرى عسكرية تعتمد على تنفيذ أوامره". وأضافت ل"الحياة":"على رغم أن زوجي وهو سعودي، قائم بجميع واجباته الزوجية ومسؤولياته تجاه أبنائه ومتطلبات بيته، إلا أنه يبخل علي بالكلام المعسول". عبارات"رومانسية"اخترقت أذني خريجة كلية التربية هديل صالح، كان يرددها زوج جارتها الأجنبي على مسامع زوجته، دفعتها إلى أن تبذل قصارى جهدها لإقناع عائلتها بتزويجها من أجنبي، خصوصاً أنه خارجة للتو من تجربة زواج فاشلة"لم أسمع فيها كلاماً جميلاً بعد انقضاء شهر العسل". وتوضح صالح ل"الحياة"حاجة المرأة إلى الشعور بحب زوجها"نطقاً"بقولها:"إن ضغوط الحياة وصعوبة الظروف التي تواجه الإنسان، تتطلب وجود قلب دافئ ولسان عذب وكلمات صادقة تشعر كل طرف بمكانته أمام الآخر". واستاء عبدالله الماجد 32 عاماً من اتهام الزوج السعودي بالقسوة والجفاء. وأضاف ل"الحياة":"إذا كان الكثير من السعوديات يفتقدن الرومانسية وعذب الكلام من أزواجهن، فهناك مئات من الرجال يعانون قسوة وجفاء تعامل زوجاتهم". وتابع الماجد:"سمعت عن حالات كثيرة يطالب فيها الزوج شريكة حياته بإطراب أذنيه بالكلام المعسول والغزل المباح، إلا أن حياءها وطبيعة تنشئتها في بيئة محافظة يمنعها من قول ما أحل الله، ما يصيب الرجل في بعض الحالات بالإحباط ومحاولة إشباع رغباته بطرق غير سوية". من جهته، نصح الداعية سالم الدخيل باتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن معاملة النساء ومعاشرتهن بالحسنى"والرجوع إليه كقدوة في التعامل مع الزوجات". وأشار في حديث مع"الحياة"إلى أنه"إذا أساء الرجل معاملة زوجته، فإنها ستكون خصمه يوم القيامة"، مستشهداً بقول الرسول الكريم"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".