كشف وزير الصحة الدكتور حمد المانع ل"الحياة"عن تأسيس مراكز خاصة لمرضى الثلاسيميا في جازان قريباً. وتعد جازان بحسب مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية في السعودية، هدى المنصور الأكثر إصابة بمرض الثلاسيميا. وسؤل المانع عقب افتتاحه المؤتمر العالمي لمرض الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي بعنوان:"يداً بيد نحو حياة أفضل"، الذي يقام بالتعاون مع الاتحاد العالمي للثلاسيميا في فندق ماريوت الرياض أمس، عن عدم وجود دواء جديد لمرضى الثلاسيميا، فقال انه سيوجه بتوفيره فوراً. وذكر أن وزارة الصحة أمام تحد كبير للتعامل الأمثل مع هذا المرض، لافتاً إلى أن القرار السامي المتضمن الفحص الإلزامي قبل الزواج أدى إلى تقليل نسبة الإصابة بهذه الأمراض. وقال:"نسبة من أتموا الزواج من المصابين بعد ظهور نتائج الفحص بلغت في العام الأول لتطبيق الفحص 90 في المئة وانخفضت حتى وصلت العام الماضي إلى 68 في المئة"، معرباً عن تفاؤله بأن تصل النسبة إلى صفر في المئة قريباً. من جهته، أوضح المدير العام للمستشفيات في وزارة الصحة الدكتور على القحطاني أن مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا من الأمراض المنتشرة في السعودية، خصوصاً في المنطقتين الشرقية والجنوبية ومنطقة المدنية المنورة، نتيجة انتشار زواج الأقارب. وأضاف:"وزارة الصحة شكلت لجنة علمية لأمراض الدم الوراثية، ولكل تخصص متخصصون يساعدون في وضع أساسيات وإجراءات العمل، إضافة إلى معايير القوى العاملة والتجهيزات اللازمة". وأشار إلى أن الوزارة شكلت لجاناً لمتابعة عمل المراكز في جميع القطاعات تضم استشاريين من وزارة الصحة ومن مستشفى الحرس الوطني ومن وزارة الدفاع والطيران والجامعات. ولفت إلى أن رسالة التوعية"من أجل حياة أفضل"لا تقتصر على الرياض، وإنما تستهدف مناطق أخرى، إذ ستكون الأسبوع المقبل في المدينةالمنورة، وبعد ذلك في جازان، وقبل ذلك كانت في المنطقة الشرقية. وتطرق إلى أن وزارة الصحة تسعى إلى إنشاء مراكز جديدة لتخدم المرضى في مناطقهم وتريحهم من التنقل من منطقة إلى أخرى وتطوير المراكز الموجودة، وتبحث عن طرق لتقديم أفضل الخدمات على أعلى مستوى في جميع التخصصات، لان المرضى في حاجه ضرورية لذلك، خصوصاً أن مريض الثلاسيميا لا يحتاج إلى نقل الدم فقط، بل يحتاج إلى متابعة أيضاً بسبب تراكم الحديد في الجسم، ما يسبب آثاراً جانبية. وأشار إلى أن الهدف من المراكز ليس العلاج والتوعية فقط بل تطوير مدارك الأطباء في المناطق النائية في آلية التعامل مع المرضى، وتنظيم دورات توعية تستهدف الشريحة الأهم وهم الأطباء والممرضون والفنيون. وألقى رئيس الاتحاد العالمي للثلاسيميا بانس انجليريس كلمة أكد فيها أن المرض يعتبر من أكثر الأمراض الوراثية فتكاً بالمجتمع، مشيداً بالدعم الذي تقدمه الحكومة السعودية ممثلة في وزارة الصحة للقضاء على مرض الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي. وقدّم الدكتور طارق الجارد وهو أحد المصابين بمرض الثلاسيميا تجربته الشخصية مع المرض. وتحدثت حياة روشن وهي إحدى المصابات عن معاناتها خلال فترة الدراسة:"قالت لي المعلمة أن أترك الدراسة أفضل من طلب مراعاة حالي الصحية"، مشيرة إلى أنها خاطبت وزارة الصحة فتم توظيفها في القطاع الصحي مراعاة لظروفها. وذكرت أن مرضى الثلاسيميا يعانون من عدم وجود متخصصين يتابعون المرضى، ومن طول فترة الحصول على مواعيد زيارة المستشفى. كما تحدث عدد من المصابين بالثلاسيميا وذويهم عن معاناتهم النفسية والاقتصادية في التنقل من منطقة إلى أخرى، بسبب البحث عن العلاج والمتابعة الصحية، وقلة المتخصصين من الأطباء والممرضات في هذا المرض، ونقص الأدوية الضرورية لهم. يذكر أن وزارة الصحة ذكرت في إحصاءات أخيراً أن نسبة المصابين بمرض الثلاسيميا بلغت 0.39 في المئة في جازان و0.27 في المئة في الشرقية و0.15 في المئة في الرياض، وأن نسبة من يحملون مرض الثلاسيميا في المنطقة الشرقية 19.50 في المئة، وفي القنفذة 15.85 في المئة، وفي جازان 7.81 في المئة، وفي الأحساء 3.10 في المئة.